توفى إلى رحمة الله تعالى الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد البارى يوم 5 يناير نسألكم الدعاء له بالرحمه والمغفرة

الأحد، 1 يناير 2012

الجراحة بالدود-الجزء الخامس / أ . د محمد هاشم عبد البارى

بسم الله الرحمن الرحيم
من آيات الرحمن في الحشرات الواردة في  القرآن
الذباب

يشفى الأحياء ويأكل الأموات:

الجراحة بالدّود
الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد الباري
7777777
الجزء الأول
الحلقة الخامسة

ذبابة المقابر "ليوسيليا سيريكاتا"


مستقبل علاج الجروح المستعصية بالدود
 نظام جديد للنجاة!

لقد أعدنا اكتشاف أن الدود الذي نشاطره ويشاطرنا القبور
 (أنا بيت الدود !!!)
 هو أعظم جراح بيولوجي للجروح المزمنة المستعصية الملوثة.

لقد أظهرت الدراسات أن فعل إفرازات ومخلفات الدود يتوقف على التركيز، مع ذروة كفاءة عند جرعة محددة. 
إذن فهناك حاجة ثابتة إلى طريقة لتوزيع تلك الإفرازات والمخلفات على الجرح ، والتي يمكنها جعل تركيزاتها ثابتة نسبيا على نطاق مساحة الجرح.

وهناك مشكلات أخرى بخصوص استعمال الديدان الحية لتطهير الجروح المستعصية.  فالتغيير المتكرر يعتبر ضروريا لآن دورة حياة اليرقات قصيرة نسبيا (3 أيام على الجرح).  زد على ذلك أن هناك زمن محدد لصلاحية حياة تلك الديدان،  مما يعنى أنها ينبغي أن تستعمل فورا عقب التوزيع وبمجرد الوصول إلى مكان العلاج.  ولقد اختبر الدكتور سميث وزملائه – عام 2006 بكلية الصيدلة جامعة نوتنجهام ببريطانيا - تضميد الجرح بضمادات الهيدروجيل  hydrogel  (الجيلاتين أو الجيل المائي – وهو مادة هلامية أو هلام غروي منتشر في ماء، وهو خاص بتضميد الجروح وماص ويعزل الجروح عن الهواء والبكتيريا) المحتوى على إفرازات وفضلات يرقات ذبابة "ليوسيليا سيريكاتا".  ولقد أظهرت دراستهم على جرح نموذجي فرقا جوهريا (إحصائيا) بين الضمادات المعاملة بإفرازات اليرقات والضمادات الخالية منه.  متوسط مساحات وسط الجروح التي بقيت بعد معاملة 12 ساعة كانت 40 ميجا بيكسل مقابل 120 ميجا بيكسيل في الضمادات غير المعاملة بلعاب وبراز الدودة!  وتدل تلك النتائج على أن نظاما جديدا لمعاملة الضمادات بتلك الإفرازات والفضلات يمكن أن يعجّل من سرعة التئام الجروح !!!
 
لقد استعمل الدود منذ العصور القديمة لمعالجة الجروح المزمنة.  ومع التعقيم الملائم والكافي وتحسين تقنيات التوزيع برهن استعمال ذلك الدود على أنه طريقة آمنة وفعالة لتطهير العديد من الجروح سيئة السمعة والمستعصية على العلاج.  وبالرغم من أن علاج الجروح المستعصية بالدود ليست بلاحدود  إلا أنه يبقى اختيارا حيويا للجروح والقرح التي تفشل في الاستجابة للعلاج التقليدي.

وبالرغم من أن الطرق البديلة مثل الموجات فوق الصوتية وجهاز الشفط المائي النفاث في تطهير الجروح المستعصية متوفرة،  وتعطى نتائج لاتقل - إن لم تكن أفضل من الطرق التقليدية - إلا أن السؤال إذا كانت طريقة العلاج بالدود التي يمكن إدخالها تعتمد على توفر الديدان المعقمة.  إنّ استعمال الدود يستلزم وجود تسهيلات لتربية وإنتاج تلك الديدان في ظروف معقمة.  عندئذ يمكن لذلك العلاج سهل المنال، والذي تفوق فائدته كلفته، أن يصبح أكثر شيوعا.  إنّ التغلب على العقبات السياسية والإدارية ربما يطرح أيضا تحديات ويتضمّن اعتبارات فيما يخص التعقيم والقبول من الممرضات والمرضى.  وفى الوقت الراهن فان نظما جديدة لمعاملة الضمادات بتوزيع إفرازات وفضلات الدود ربما تنبثق وتعطى طرقا أكثر وعدا وقبولا وشعبية تجمع منافع علاج الجروح المستعصية بالدود.

فربما تكون الضمادات والمراهم المنقوعة في خلاصات الدود قادمة إليك حالا إلى الصيدليات التي بالجوار!


الجرّاح البيولوجي العظيم دود القبور "ليوسيليا سيريكاتا"

لقد أفادت علاجات الديدان من الكثرة مايصل إلى عشرة آلاف شخص سنويا حول العالم وأنقذت الكثير من الأشخاص من بتر أقدامهم ويمكن استخدامها في علاج:
* قرح الضغط
* قرح التصلب الوريدي
* قرح الأقدام معتلة الأعصاب
* الجروح الرضّيّة غير الملتئمة أو جروح مابعد الجراحة

ولحسن الحظ إذا لم تؤدّ جراحات الدود مايؤمّل منها فان العلاج لايكون ضارا خلالها أو ضارا منها نفسها.


وبالرغم من أن احدى الدراسات وجدت أن الديدان تلؤم الجروح أسرع - في نحو 3 أسابيع مقابل 4 أسابيع بالطرق التقليدية - فان دراسات أخرى أوضحت أن علاج الديدان لايقوم بلئم الجروح أسرع من الطرق التقليدية فحسب، وإنما يقوم بتنظيف الجرح أسرع (أسرع 18 مرة).

وعلى كل حال فان علاجات الدود لايقصد بها أن تحل محل العلاجات الموجودة الآن،  وعلى ذلك فان المقارنات على بساط البحث.  إنها ليست الخيار الأول للطبيب أن يضع الطبيب تلك الديدان المثيرة للقشعريرة على الجرح.  إنها علاج يستخدم فقط عندما لاتعطى المضادات الحيوية ولاالجراحة نتائج.  فعلى سبيل المثال فان التلوث بالبكتريا الخطيرة المميتة
 "ستافيلوكوكاس أورياس" المقاومة للميثيسللين
 Methicillin resistant Staphilococcus aureus (MRSA)
تعتبر مقاومة لأغلب المضادات الحيوية.
ولكن 12 من 13 شخص لديهم جروح ملوثة بتلك البكتريا قد تم شفاؤهم باستعمال لا شىء إلا الدود (جامعة مانشستر) !
عندما تفشل كل الخيارات الأخرى فانه من المستحسن استخدام الدود في الجراحة وهو أفضل من انتظار كارثة.




متى يمنع استخدام العلاج بالدود ؟
 وما هي آثاره  الجانبية ؟

الجروح الجافة هي مانع نسبى حيث تحتاج الديدان إلى بيئة رطبة. 

واستعمال الديدان يجب تجنبه في الجروح المفتوحة في فراغات الجسم أو الجروح القريبة جدا للأوعية الدموية الكبيرة،  حتى يمكن إزالة الديدان وحتى لا تهرب إلى داخل الأوعية الدموية الكبيرة.

 كذلك لايجب استعمال الدود للمرضى الذين لديهم حساسية للبيض وفول الصويا أو يرقات الذباب.

إن علاج التطهير بالدود لم يرتبط بعد بتأثير معاكس أو ضار أو تعقيدات وتطورات غير جيدة،  ولكنه يسبب ألما وانزعاجا بسيطا, ورائحة كريهة في الغيار الأول للضمادات , وهروب
اليرقات إلى خارج الجرح!!

صورة بالميكروسكوب الالكتروني توضح جسم دودة المقابر من الأمام وزوج الخطاطيف الذي تتعلق بهما في أنسجة الجثث والجروح

كذلك فانّ الضغط الزائد على أجزاء الجرح من قبل المريض أو محترفي الرعاية الصحية قد يقتل اليرقات في تلك المناطق, مما يؤدى إلى تنظيف وتطهير غير منتظم للحرج.

 وبالرغم من تلك النقائص فانه حتى المرضى الذين عانوا من الألم خلال العلاج بالدود شهدوا بالتحسن.

ولقد سجلت خمس حالات لتلوث تيار الدم الراجع إلى العلاج بيرقات ذبابة "بروتوفورميا تيرينوفى "Protophormia terraenovae الملوثة المستعملة في العلاج, ولكن البحث أوضح أن اليرقات التي تم تعقيمها بكفاءة يعتبر استعمالها في علاج القرح المزمنة آمنا.  ويجدر الإشارة إلى أن ذبابة "بروتوفورميا" تعتبر أقل استخداما بكثير من ذبابة المقابر "ليوسيليا سيريكاتا"،  والأخيرة هي الذبابة شائعة الاستخدام في علاج الجروح.

إن العقبة الرئيسية في العلاج بالديدان تبدو في تقبّلها الهزيل من كل من المرضى والقائمين على الرعاية الصحية.  فالاعتقادات المجتمعية والثقافية وما يسمى "بعامل الاستجابة لعواطف الأشخاص المحيطين" قد يعرقل استخدامها ابتداء، ولكن أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين تلقوا تهيئة نفسية كافية ومعلومات متعلقة بالعلاج من محترفي الرعاية الصحية يكونون أكثر حظا في تقبّل العلاج الابتدائي بالدود والعلاجات التعزيزية الإضافية.  فمن العيوب الشائعة المشتركة في العلاج بالدود هو "الإحساس السلبي" والذي يتعلق بكل من المرضى وأصحاب المهن الطبية.  وبالرغم من أن مايسمى "بعامل التأثر بالمحيطين"  لذلك المظهر السريرى قد ذكر كثيرا في الحالات التي درست،  فان دلائل رفض المريض تعتبر بسيطة عند عرض العلاج بالدود.
 وعند استعمال الدود في عبوات بيولوجية Biobags  والتي تغلف اليرقات تماما داخل غشاء من بوليمرات كحول البولي فينايل أصبحت طريقة شائعة لتحسين عملية العلاج حتى لايرى المريض تلك الديدان.

وعلى ذلك فان التجربة وممارسة علاج التطهير بالدود يغلب أن تكون أقل "تخويفا" وأكثر نفعا عما يجول بالخاطر.  ومن الضروري – مع ذلك – للقائمين على الرعاية الصحية إتباع اللباقة ومحاولة تخفيف وتلطيف الأمر على المريض القلق واحترام رغباته طوال الوقت
 (أين أنت يازهراوى؟! رحمك الله يا زهراوى).

إذا هربت الديدان خارج الجرح وزحفت على الجلد المكشوف حول حواف الجرح فان إفرازات اليرقات يمكن أن تسبب طفحا جلديا يشبه الحرق السطحى.

و تكون اليرقات قادرة على التغذية بحرية من خلال الخلية البولمرية المفتوحة ولكنها تكون أقل وضوحا وظهورا للمريض القرفان أو صاحب المهنة الصحية القرفان!   ويذكر أن المريض قد يشعر عرضيا بألم في الجروح التي تفتقر إلى تدفق الدم.  ربما يرجع ذلك إلى أجزاء فم الديدان الحادة التي تشبه الخطاطيف التي تتعلق بها الديدان على نسيج الجرح.  هذا وتساعد  العقاقير المقاومة للألم أو القاتلة للألم Painkillers  في تخفيف الألم.  ومن ناحية أخرى فانّ إزالة الدود بعد انجازه لعمله الرباني يوقف الألم على الفور.

ذلك وينهى عن استعمال العلاج بالدود في حالة الناصور والأوعية الدموية المكشوفة والجروح المتصلة بالأنسجة الحيوية.

 ولم يسجل أية حالات حساسية من الجراحة بالدود.

ولكن ينبغي أن ندرك أنه لايجب مطلقا السماح بالجرح أن يندمل على الديدان.

*******

والى الحلقة القادمة إن شاء الله

محمد هاشم عبد الباري
24 من جمادى الأولى 1432ه
27 أبريل 2011

هناك 3 تعليقات:

  1. السلسله الغذائيه للحشرات معقده جدا جدا
    كما جسم الانسان منظومه معقد جدا ولم يكشف عنهاغير القليل حتى الان
    بفرض اننا امام معادلاتين
    سوف نكتشف انهم غير منفصلين
    H

    ردحذف
  2. ممكن تليفون حضرتك يادكتور

    ردحذف