توفى إلى رحمة الله تعالى الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد البارى يوم 5 يناير نسألكم الدعاء له بالرحمه والمغفرة

السبت، 26 يناير 2013

الجزء 7 - الله.. ثم الطبيعة والحرب والنفس والنصر / أ. د محمد هاشم عبد البارى

بسم الله الرحمن الرحيم

الله.. ثم الطبيعة والحرب والنفس والنصر

الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد البارى

15يناير 2013

^^^^^^^

الجزء السابع

 

 

الحرب والنفس

انّ حروب الولايات المتحدة كلها حروب اجرامية.  منذ بدء ابادتها لسكان القارة الأصليين الى غزو أفغانستان والعراق وتزويد العدو الصهيونى بأحدث الأسلحة لابادة أصحاب الأرض الفلسطينيين.  انّ أمريكا لا هدف لها الا خراب العالم وخراب الأمم الأخرى.  انها ان لم يكن لها عدو فانها تبتكر لها عدوا حتى لا تتوقف آلة الحرب ومصانع الخراب لديها.  انها لم تعرف لحروبها منذ نشأتها أهدافا سامية ولا أغراضا نبيلة لنصرة مظلوم أو اعادة حقوق لأصحابها.  انها لم تعد من تلك الحرب فى فيتنام ولا من أى حرب الا بالهزيمة ولا تعود قواتها الى بلادها الا بالاضطراب النفسى والعقلى والاكتئاب والجنون والانتحار وهم يحملون جثث موتاهم وأجساد جرحاهم، ولكنهم يخلفون وراءهم الخراب والدمار والفوضى.  يبدوا أن تلك هى أهدافهم وهم يظنون أنهم يبحثون ويحمون مصالحهم.  انهم لا يحملون بين ضلوعهم الا الحقد والكراهية والضغينة تدعمها الغطرسة والبلطجة وسوء الخلق.  انّ ساستهم يختلقون الأعداء ويفتعلون الأزمات والمواجهات  ويبتكرون الذرائع للعدوان حتى لا تتوقف المصانع عن انتاج الأسلحة وتطويرها للسيطرة على العالم.  سيطرة بلا عقيدة ولا مبادىء ولا مثل ولا قيم ولا أخلاق.  السيطرة بطريقة أو بأخرى.  بالعصا أو بالجزرة، بالمال أو الجنس.  المهم السيطرة والعبث والعربدة.  برغم حضارتها المزعومة أنا لا أراها الا أقبح أمة فى التاريخ كله.  انهم تتار العصر.  أمة تمارس البلطجة العالمية لمجرد البلطجة.  ليس من أهداف حروبها اصلاح ولا نشر خير ولا تصحيح أوضاع أو مساعدة لضعيف أو انتصار لمظلوم، وانما بث للفوضى ونشر للفساد وتدمير للقيم والأخلاق وهدم للدين.  أمة فاسدة ومفسدة.  لقد وضعت بريطانيا اسرائيل سفاحا فى فلسطين وأرضعتها أمريكا وسنّت أنيابها ومخالبها.  انّ المسلمين الذين هزموا جحافل التتار الذين اجتاحوا نصف العالم قبل اكتشاف أمريكا بنحو 236 عاما سوف يهزمون أمريكا بترساناتها وأساطيلها وقواتها متى عادوا الى اسلامهم ولم يعادوا اسلامهم.

يحتمون وراء الدروع والسلاح والتكنولوجيا ولا تنقصهم البسطة لا فى الجسم ولا فى اللحم ولا فى الشحم ولكنهم يعانون من الضعف البشرى فى الروح والنفس والعقيدة.

 

لقد أعلنت دراسة جديدة أنّ 19% من أكثر من ثلاثة ملايين من قوات الولايات المتحدة الذين خدموا فى فيتنام قد عادو باختلال أو "اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة" ( 570000 ضابط وجندى).  انها الحالة التى تتركهم بذاكرات عدوانية، وهلوسة، وكوابيس، وفقدان التركيز، والشعور بالذنب، والنزق، والهياج، وفى بعض الحالات الاكتئاب البالغ الشدة ثم الانتحار!  بعد أكثر من 10 سنوات من الحرب 10% منهم لم يستطيعوا أن يتركوا ويلات الحرب وأهوالها خلفهم.  ومع الازعاج الذى يسببه هذا العدد على كل حال، الا أنه أقل بكثير من ذلك الذى أعلنته دراسة سابقة.  ففى عام 1990 خلصت عمليات الحصر الأمريكية الوطنية الى أنّ واحد من كل ثلاثة (30,9 % أى 927 ألف ضابط وجندى) من هؤلاء الذين خدموا فى فيتنام  قد عادوا الى بلادهم "باضطراب ضغوط ما بعد الصدمة"، ونحو 15 % من هؤلاء (أى أكثر من 139 ألف جندى) لايزالون يعانون من ذلك.

 

 

 

أين رجولتكم يا جنود أمريكا وأين فروسيتكم وأنتم تملكون كل أسباب القوة المادية ثم تبكون كالنساء فى ميادين المعارك فى بلادنا ثم تدّعون البطولات بعدما تفيقون وتعودون الى أوطانكم تجرّون أذيال الخيبة والفشل؟

 

على أية حال فان الدراسة الجديدة التى قام بها باحثون من جامعة كولومبيا وكلية هارفارد للصحة العامة أتت باعداد مماثلة لتلك التى فى تقرير عام 2004 بأن الاكتئاب البالغ والقلق يدمران حياة نحو 16% من الجنود وقوات المارينز الذين خدموا فى وحدات الحرب على العراق.

 

وتحت عنوان "الجراح العقلية لحرب فيتنام لاتزال مستمرة - دروس يمكن تطبيقها على العراق" – كتب "ويليام كرومى" – مكتب أخبار هارفارد – فى 17 اغسطس 2006 مايلى:

"خلال السنوات المالية من 1999 الى 2004 ازداد العدد الكلى للمحاربين القدماء فى فيتنام الذين يتلقون تعويضات عن العجز بسبب "اضطرابات ضغط مابعد الصدمة" الى 79,5 %.  وذكر البروفيسور "ريتشارد ماك ناللى"- أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد:  "وخلال تلك الفترة قفزت مدفوعات التعويض عن العجز الى 148,8 % (18 أغسطس  عام 2006 - مجلة "ساينس").

لقد اثار "ماك ناللى" السؤال الذى لاجواب له:  "هل يدل ذلك على بداية متأخرة لانتفاضة مرض اضطرابات ضغط ما بعد الصدمة،  أم هو تقدمه متأخرة لمرض اضطرابات ضغط مابعد الصدمة بين هؤلاء الذين عانوا لعقود والذين يبحثون الآن عن المساعدة التى يحتاجونها فحسب؟"

لن أطيل وأتكلم عن الشعور بالانتقام ,والانهيار النفسى، والشعور بفتور الهمة، وعن متلازمة الحرب التى لم يفهمها كثير من الأطباء، وكانوا يشخصونها على أنّ الجنود يعانون من المتاعب الشائعة مثل الاجهاد وقصور التنفس والصداع والنوم والخ...

 

وتحت عنوان "الجيش الاسرائيلى يساعد فى علاج ضحايا الولايات المتحدة من ضغوط ما بعد القتال" كتب العالم النفسى العسكرى الصهيونى "موشيه رونين Moshe Ronen" فى 6 مارس 2012 فى "يوديوت أحرونوت" ما يلى:

انّ هناك بعض الأشياء التى تبْرع فيها اسرائيل، والرياضة ليست واحدة منهم.  فعندما نأتى الى ذكر الزراعة على سبيل المثال، فنحن لدينا معرفة كبيرة بكيفية التصدير.  انّ ذلك ليس كل شىء. ففى دولة "تحاصرها الحروب" (!) فانك يمكنك أن تتوقع أن تكون نسبة ضحايا "صدمة القذائف Shell shocke" (وهو اضطراب عصبى أو عقلى) عالية على وجه الخصوص.  ولكنّ العكس هو الصحيح.  فلقد أثبت فى النهاية أنّ جيش الدفاع الاسرائيلى خبير ماهر فى التغلب على هذه الظاهرة.  فلا يمكن اغفال خبرة أربعين سنة بسهولة(!)

فى السنوات القليلة الماضية كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعانى من الملايين العائدين أو الذين على وشك العودة من ميادين الحرب فى العراق وأفغانستان.  وها هى الخبرة الاسرائيلية والنجاح فى ذلك المضمار والذى جذب عددا كبيرا من الأكاديميين الأمريكيين.  فلقد حضر أربعون بروفيسورا ومحاضرا كبيرا على رأسهم البروفيسور "مارلين فلين "Marilyn Flynn ،عميدة "كلية الخدمة الاجتماعية" بجامعة جنوب كاليفورنيا، بتفويض قوى الى اسرائيل، ينشدون التعلّم من جيش الدفاع الاسرائيلى كيف يصلون الى العلاج الأفضل لجنودهم من اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة(!)

 

"انّ ما يقرب من 5و1 مليون جندى سيعودون سريعا الى الولايات المتحدة"، قالت بروفيسور "فلين".  "من خبرتنا سيكون ما بين خمسهم وربعهم يعانون، أو سوف يعانون، من اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة، والتى تسمونها أنتم الاسرائيليون "صدمة القذائف". انّ نحو عشر هؤلاء سوف يعانون من اظهارات مزمنة، والتى يستمر بعضها الى عقود طويلة".

هؤلاء الجنود، تقول بروفيسور "فلين"، يعانون من اضطرابات النوم، والاكتئاب، ويتعذر عليهم العثور على وظائف ثابتة أو يكون لهم وظيفة فى المجتمع.  انهم ليسوا وحدهم الخسائر، فزوجاتهم وأطفالهم هم ضحايا ثانويون والذين يحتاجون علاجا بالمثل.  والذى اكتشفناه هو أنّ معدلات الانتحار بين الجنود الذين خدموا فى أفغانستان أو بين هؤلاء الذين عادوا بالفعل من المعارك هى أعلى نسبيا بالمقارنة بالجمهور الأمريكى العام.

انّ الباحثين لم يستغرقوا طويلا فى اسرائيل وبريطانيا وكندا للتحقق من أنّ أعداد الجنود الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة فى بلادهم تعتبر منخفضة نسبيا.  وتقول "فلين": "فى جيوش تلك الدول الثلاث يعانى من 20 الى 10% فقط من الجنود المحاربين من اضطرابات ما بعد الصدمة (!) بالمقارنة بنسبة 20-25% بين القوات الأمريكية.  ولقد اكتشفنا أيضا أنّ اسرائيل قادرة بطريقة أفضل وبنجاح فى مكافحة تلك الظاهرة. وعلى ذلك فقد جئنا لنتعلم من جيش الدفاع الاسرائيلى كيف نفعل ذلك"(!!!)

 

وقد يكون أو لا يكون من المدهش أنّ أحد العوامل التى يرجع اليها النسبة المنخفضة نسبيا فى اسرائيل فى اضطرابات ما بعد الصدمة هو الظاهرة المعروفة باسم "رفقاء السلاح Buddies". "فى اسرائيل نحو 60% من السكان يخدمون فى الجيش، ويتمتع الجنود المحاربون بمنزلة اجتماعية عالية.  فعندما يعودون الى حياتهم المدنية فان كل شخص يفهم ما تحمّلوه"، تقول "فلين" التى رأست فى الخمسة عشر عاما الأخيرة كلية الخدمة الاجتماعية فى جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وهى البروفيسور التى ميزانية أبحاثها وراء البحار تبلغ 19 مليون دولارأمريكى. "فى الولايات المتحدة لا يخدم الا 1% فقط من السكان فى الجيش.  وعندما يسرّح الجندى ويعود الى وطنه فان حفنة قليلة فقط من الناس هم الذين ينتمون الى ما قد قام به على طول الطريق.  وهو دائما ما يتوقع أن يلقى بتجربته فى الماضى وينخرط فيما هو فيه، انه ليس لديه شخص يتشارك معه فى تجاربه".

 

"انّ الجنود الذين أرسلوا الى أفغانستان أو العراق"، توضح "فلين"، "قد يكونوا جنودا محترفين، أو من الحرس الوطنى، أو من جنود الاحتياط.  وفى السنوات القريبة يكون الجنود من المجموعتين الأخيرتين هم الذين يرسلون للحرب.  ولكن بمجرد عودتهم الى وطنهم يكون ذلك صعبا عليهم لأنهم لا يعودون الى قواعد عسكرية منشأة، ولكنهم بالأحرى يتركونهم يتوكلون على الأماكن التى أتوْا منها بدون أىّ نوع من الدعم".

لماذا تبكون أيها المارينز السوبر؟ تبكون فى التدريب وتبكون فى القتال وتبكون فى الهجوم وتبكون فى الدفاع وتبكون فى الميدان وتبكون فى البيت بعد العودة!  من أجل من ومن أجل ماذا تضحّون؟ انكم فقدتم الهدف من الحروب وضللتم عنه، بل فقدتم الهدف من حياتكم نفسها. لن تتوقفوا عن الهلاوس والبكاء حتى تؤمنوا أو تهلكوا.

 

لقد قدمت "فلين" عاملا آخر، وأعنى حقيقة أنّ القوات الاسرائيلية عادة ما تتفهم تبريرات الحروب التى تخوضها (!!!)

"فالاسرائيليون يتشاركون فى رابطة قوية جدا، وكل واحد منهم يعلم ما الذى يحاربون من أجله" كما تلاحظ "فلين". "فى الولايات المتحدة يتم تشجيع الجنودعلى أن يكونوا فى الجيش، ولكنّ أسباب الحرب ليست واضحة لهم، ذلك مما يجعلهم غير محصنين عاطفيا.  وعندما يحدث خطب مأساوى أو عنيف تجدهم أقل مقدرة للحشد واجماع الأمر على التفاعل مع المصدر الانفعالى".

 

وهناك اختلاف كبير آخر من الظروف التى تخدم فى ظلها القوات الأمريكية.  فتقول البروفيسور "فلين": "انّ جنود جيش الدفاع الاسرائيلى يحصلون على زيارة عائلاتهم كل بضعة أسابيع. ويخدم الجندى الأمريكى فى أفغانستان أو العراق تحت الظروف القتالية لعدة شهور.  انّ من المهم أن نضع فى الاعتبار أنّ الحرب فى أفغانستان هى أطول حرب مستمرة فى التاريخ الأمريكى، فهى عشر سنوات تقريبا.  انّ بعض الجنود خدموا بالفعل فى أربعة أو خمس عمليات عسكرية الى أفغانستان أو العراق.  ذلك لم نعتد عليه بعض الشىء".

 

 

 

 

 


ولماذا يجهش جنود العدو الصهيونى كثيرا فى البكاء والنحيب

ويملئون المكان بدموعهم ولعابهم ومخاطهم ويبللون سراويلهم قبل المعارك البرّية مع المسلمين العرب وهم أكبر قوة ضاربة فى الشرق الأوسط يحتمون وراء صواريخهم ودباباتهم ومدرعاتهم ومجنزراتهم ويتمتعون بالتأييد والدعم المعنوى والمادى والعسكرى من أمريكا والغرب وأغنى الدول؟!!! ألستم تزعمون أنكم تدركون أهدافكم من العدوان والحروب؟!

 

ولكنّ الجنود الأمريكان كانوا بعيدين عن أوطانهم لفترات طويلة من الزمن أيضا فى الحرب العالمية الثانية وفى حرب فيتنام؟

"هناك فرق كبير بين هاتين الحربين والذى يجرى اليوم فى أفغانستان والعراق.  فى الحربين القديمتين كانت جبهة القتال واضحة، وقاتل الجنود هناك وفى كل أسبوع أو أسبوعين كانوا يسحبون للخلف لينالوا راحتهم فى المؤخرة.  اليوم يواجه الجنود أخطارا كثيرة مثل الأدوات المتفجرة المرتجلة والانتحاريون المتفجرون وأخطار أخرى حتى فيما يسمى مؤخرات الجيوش فى أفغانستان والعراق. (تقصد هجوم المجاهدين الأفغان على القواعد العسكرية الأمريكية) فلا يكف التوتر مطلقا".

 

هناك ادارتين حكوميتين محاربتين للولايات المتحدة وراء البحار. الأولى هى وزارة المحاربين المحترفين، وهى واحدة من أكبر الوزارات بميزانية سنوية 139 مليار دولار و 150 مستشفى للمحاربين المحترفين، وهى مسئولة عن العلاج مدى الحياة للمحاربين، وهى أكبرشبكة مستشفيات فى العالم.  وهناك أيضا جهاز كبير مسئول عن التعليم والتدريب المهنى ورواتب تقاعد المحاربين.  أضف الى ذلك أنّ علاج جنود اضطرابات ما بعد الصدمة يكون على عاتق وزارة الدفاع الأمريكية.

 

"انّ كلية الخدمة الاجتماعية فى كاليفورنيا بالولايات المتحدة أرست عقدا مع وزارة الدفاع الأمريكية لرسم خطة لعلماء النفس العسكريين الأمريكيين"، يوضح الكولونيل دكتور "ايال فروتشتر Eyal Fruchter" رئيس علماء النفس بوزارة الدفاع (العدوان) الصهيونية.  "بالرجوع الى حرب يوم الغفران (العاشر من رمضان أكتوبر 1973) فنحن لدينا ما يقرب من أربعين عاما من الخبرة فى التصدى لتلك الظاهرة".

ستظلّ حرب العاشر من رمضان أكتوبر 1973 و أحداثها و بطولات الجنود المصريين محفورة في ذاكرة كل من شارك من الإسرائيليين في تلك الحرب.  الهالك ايريل شارون كسير النفس شارد الفكر وأحد ضباطه الشعث الغبر مطأطأ الرأس فى وضع لا يحسدون عليه.

انّ أسلوب وزارة الدفاع الاسرائيلية فى علاج اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة تحدث على ثلاثة مستويات كما يشرح دكتور "فروتشتر":  "المستوى الأول هو المنع.  ويمكن مقارنة ذلك بتناول دواء للوقاية من الاصابة بالانفلونزا.  فنحن ننفق وقتا مع القادة قبل ذهابهم الى المعارك.  ندرّس لهم كيف يحضّرون القوات بطريقة أفضل لكى يتفادوا أضرارا نفسية مستقبلية".

وهل يحضّر علماء النفس العسكريون كل القادة فى الوحدات القتالية؟

"نحن لدينا خطط مفصلة لكل وحدة مبنية على أساس احتياجاتها المتخصصة.  ولكى نمنع الصدمات العاطفية فانّ مساعد الأطباء أو الفنى المنقول جوا على سبيل المثال سوف يتم تعرّيضهم الى صور رهيبة لأناس مجروحين ولحقتهم ايذاءات جسمية لاعدادهم لما سوف يواجهونه.  وعلى النقيض، فسوف يعانى رجال المشاة أنواعا مختلفة من التجهيزات دون تعريضهم الى صور لأشخاص مجروحين.  انّ الغرض العام هو منع حدوث اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة جيدا قبل المعركة".

المستوى الثانى هو التدخل المبكر، ويجرى فور وقوع الحادث. "ولكى نستعمل مثال الانفلونزا مرة أخرى، فانّ ذلك مثل العلاج الفورى بعد تعرض المريض للفيروس والتقاط المرض.  فعلى الفور بعد وقوع الحادثة - المعركة أو المشادة - فانّ العالم النفسى يتقابل مع القادة ويرشدهم الى كيفية التحدث بطريقة ملائمة مع الجنود.  انّ المسألة تشبه كثيرا الاستجواب واستخلاص المعلومات.  انّ التحدث حول التجربة يكون لازما لتقليص خطر تنامى أو تطور اضطرابات ضغط ما بعد الصدمة. وذلك يسمح للجندى بتنفيس الغضب والاحباط والأسى والانفعالات الأخرى.  واذا شعر القائد أنّ بعض الجنود يكونون حسّاسين وغير حصينين فانه يحيلهم الى العالم النفسى العسكرى عند تلك النقطة".

تخوّفا من قتلهم على يد المقاومة بغزة قبل الاجتياح البرى يطالب جنود العدو الصهيونى اداراتهم بالاحتفاظ بسوائلهم المنوية حفاظا على أنسالهم!!!

 

المستوى الثالث هو معالجة هؤلاء الذين تضرروا بالفعل. فالجندى المتطوع أو المحترف سوف يعالج عن طريق الجيش، بينما يعالج جنود الاحتياط عن طريق وحدة اعادة التأهيل التابعة لوزارة الدفاع.

"ولأغراض المقارنة فانه حتى وقت قريب جدا كان للجنود الأمريكان مشاكل انفعالية، والشخص الوحيد الذى يستطيع أن يلجأ اليه الجندى هو القسيس أو الحاخام"، يقول دكتور "فروتشتر" الصهيونى.  "فى اسرائيل كان قد تم دمج علماء النفس جيدا فى كل الوحدات القتالية فى الثلاثين سنة الأخيرة".

دكتور "فروتشتر" الصهيونى لاحظ كذلك الأهمية البالغة لهيمنة شبكة الدعم الاجتماعى للجنود الاسرائيليين فى تقليص عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة.  انه يتفق مع البروفيسور "فلين" التى تقول أنّ الصعوبات التى يلقاها الجنود الأمريكيون ترجع الى حقيقة أنّ المجتمع لا يتفهم أنهم قد ألقى بهم فى الطريق.  "انّ أقرب مقارنة بما يكابده هؤلاء هو انهاك اسرائيل فى الحروب.  فقد كان الجنود ينشرون فى مراكز الجبهة على شواطىء قناة السويس ويكونون تحت قذف ثابت بالقنابل.  ثم يتركون الجبهة ويقابلون الناس فى تجمعاتهم فى تل أبيب الذين ليس لديهم فكرة عما كانوا يتحدثون عنه.  انّ ذلك يجعلهم أيضا يستعيدون الأيام المبكرة للحرب اللبنانية الأولى عندما خدمت كعالم نفسى عسكرى فى لبنان عندما عدت من الجحيم الى الوضع الطبيعى والسلمى".

 

ويشدد دكتور "فروتشتر" على أنه عندما يتعلق الأمر بالجنود المقاتلة فانّ 95% من الناس المحيطين بهم يكونون عادة اليفين بالحياة العسكرية ويتشاركون معهم فى تجارب وخبرات مشابهة. "طبيعى أنّ الجنود المقاتلون المسرّحون لا يحتكون بجماهير لم يخدموا، مثل اليهود الأورثوزوكس المتطرفون أو الاسرائيليون العرب.  فغالبا ما يكون كل شخص من هؤلاء المحيطين قد خدم فى الجيش ويتفهم مشاعرهم.  انّ جنودنا بلا شك يحصلون على دعم أكثر، ولذلك فانّ فرص تطور صدمة القذائف (اضطرابات ضغط ما بعد الصدمة) تتراجع".

ويلخص "موشيه رونين" العالم النفسى العسكرى فى جيش "الدفاع" لكيان العدو الصهيونى مقالته فيما يلى: "لقد طوّرت اسرائيل برنامجا لعلاج اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة من خبراتها من حالات الصدمات منذ حرب يوم الغفران 1973.  انّ قوات جيش الدفاع الاسرائيلى تعلّم الأمريكان الآن كيف تعالج جنودها العائدين من العراق وأفغانستان.  موشيه رونين"(!!!)

"مقاتلوا" العدو الصهيونى يبكون وينتحبون كما تبكى وتنتحب النساء.  لم أر ولم أسمع عن أى شىء من ذلك على الاطلاق بين قواتنا المسلحة فى حرب العاشر من رمضان ولا حتى فى هزيمة يونيو 1967 ولا فى أى حرب.  فقط الاسرائيليون والأمريكان!!!  لم تسعفهم معتقداتهم ولم تسعفهم تكنولوجياتهم.  شىء عجيب!!!

 

ولكننى- محمد هاشم عبد البارى- لا يفوتنى أن أذكّر ذلك العالم والخبير النفسى الصهيونى النصاب "موشيه رونين" أنه فى عام 1994 نشر الصهيونى "سلومون نيريا" وآخرون، بقسم الصحة العقلية - ميديكال كوربس - قوات الدفاع الصهيونية، فى مجلة "أميريكان جورنال أوف سايكاترى" بحثا عن دراسة تقييم تأثير طول الفترة الزمنية على تفاعلات ضغوط القتال وعلى معدلات وطأة اضطراب ما بعد الصدمة على المحاربين الصهاينة القدماء فى حرب يوم الغفران 1973 (العاشر من رمضان).  ولقد خلص الى أنّ نسبة جوهرية أو عالية (significant proportion) من عينة من 160 من الأسرى الصهاينة فى تلك الحرب والمحاربين فيها يعانون ولا يزالون يعانون من وطأة اضطراب ما بعد الصدمة لأكثر من عقدين بعد الحرب (1973- 1994)!!!

مقتل أحد ضباط الاحتياط الصهاينة فى قصف ألوية الناصر صلاح الدين للموقع العسكري

"أوريم" في مجمّع "أشكول" الصهيوني صباح الثلاثاء 20 نوفمبر 2012 ردا على حربهم الأخيرة على غزة ("ليفى أشكول" هو ثالث رئيس وزراء للكيان الصهيونى، من 1963 إلى 1969، كان أوكرانى الأصل روسى الجنسية قبل هجرته والتحاقه بعصابات الكيان الصهيونى عام 1914، ستزول أسماء تلك الخنازير البغيضة من خريطة فلسطين باذن الله).

 

ولا يفوتنى أن أذكّر ذلك العالم الأفّاق الصهيونى "موشيه رونين" بما تناولته صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر فى 19يوليو 2010 ، عن وضع القيادة العسكرية الاسرائيلية ازاء عدد من الظواهر التى تفشت بين الجنودعلى رأسها ظاهرة الانتحار، تليها الأمراض النفسية، ثم التهرب من الخدمة، وأنّ القيادة تبحث خطة لوضع حدّا لتلك الظواهر، لا سيما الانتحارالذى ارتفع بنسبه مائة في المائة، مقارنة بالعام السابق.

أنّ ظاهرة الانتحار فى الجيش الاسرائيلى لا تقتصر على نوعية من الجنود أو وحدات خاصة، إنما تشمل جميع الوحدات منها المختارة والقتالية وحتى الاستخبارية.  لقد وصلت ذروة هذه الحالات إلى انتحار ضابط كبير في جهاز الاستخبارات العسكرية. وعلى رغم بحث الظاهرة لم يتوصل الجيش إلى استنتاجات تساعد على مواجهتها.  غير أنّ المسؤولين في قسم الصحة النفسية في الجيش الصهيونى يعتقدون أنّ قادة الوحدات العسكرية يتحملون المسؤولية بسبب الهوّة في علاقاتهم مع جنود وحداتهم.  لقد أعدّ قسم الصحة النفسية خطة ارشادية يحث فيها قادة الوحدات على التقرب أكثر من الجنود ومراقبتهم عن كثب لكشف الحالات التي تعاني من مشاكل نفسية على أمل الانقاذ قبل فوات الأوان.

انّ أخطر ما في أبعاد ظاهرة الانتحار بين ضباط وجنود العدو هو أنّ القيادة العسكرية لم تعد تثق بعدد كبير من جنودها فقررت منع بعضهم من نقل أسلحته معه في حال عودته إلى البيت.  ويشكّل الجانب النفسي الذى يؤدى الى الانتحار بحد ذاته مشكلة كبيرة داخل الجيش.

 

فقد كشفت أبحاث عدة أجريت منذ انتهاء حرب لبنان الثانية (يوليو عام 2006) ثم حرب غزة (ديسمبر 2008- يناير 2009)، وأثيرت من جديد مع مرور أربع سنوات على الحرب، أنّ عدداً كبيراً من أولئك الذين شاركوا في المعارك داخل لبنان تعرضوا خلال ذلك لصدمات نفسية.  وفي تقارير طبية قدّمت إلى الجيش تبين أنّ بعضهم تعرض لصدمة نفسية في أثناء مواجهات وقعت مع مقاتلي "حزب الله" وهناك من تعرض لصدمات خطيرة نتيجة مقتل زملاء له أمامه واضطراره إلى جرهم مسافات طويلة والانتظار إلى حين وصول قوة من الجيش لنقل الجثث.

لقد كشفت التقارير أيضا عن وجود نسبة عالية من الحالات النفسية في دعاوى رفعت في المحاكم الإسرائيلية للمطالبة بتعويض من الجيش.  ولقد تبين أنّ عدداً كبيراً من جنودهم يستغلون تلك التقارير حول أوضاعهم النفسية للتهرب من الخدمة العسكرية مما أدى الى رفع نسبة التهرب الى خمسين في المئة.

وبعضهم يقدم تقاريرا غير صحيحة للخروج من الخدمة العسكرية.  ولقد أشارت التوقعات فى تلك التقارير داخل القيادة العسكرية بتفاقم هذه الظاهرة عام 2012 لتصبح الأكثر أهمية بالنسبة إلى جيش العدو الصهيونى.

 

جنود الاحتلال يخلون قتلاهم وجرحاهم فى معركة "بنت جبيل" فى مواجهة حزب الله فى حرب تموز (يوليو) 2006 (التسمية اللبنانية) أو الحرب اللبنانية الثانية (تسمية الكيان الصهيونى).

 

وأضيف للعدو المدعو "موشيه رونين" عالم النفس العسكرى الصهيونى فى جيش العدو بأن قناتهم التيفزيونية العاشرة كشفت أنّ ثلث الجنود الاسرائيليين الذين شاركوا في حرب لبنان الثانية أصيبوا بالصدمة النفسية.  وأوضحت القناة استنادا لتقارير الجيش أنّ نحو 800 جندي إسرائيلي لا تزال تلاحقهم مشاهد وأصوات وكوابيس الحرب، وأنهم مصابون بـ"صدمة الحرب" ويعتبر الجيش أن معظمهم "معاقون" نفسيا!!!  وأشارت القناة على لسان الجهات المختصة في الجيش إلى أن عدد الجنود المصابين باضطرابات ما بعد الصدمة جراء أهوال حرب لبنان الثانية وشراسة المقاومة يفوق بكثير العدد المذكور نظرا لميل المصابين إلى عدم التصريح بإصابتهم بالصدمة.

ولقد أعلنت قناتكم العاشرة أيها العالم النفسى الخبير الأفاق "موشيه رونين" أنّ نسبة جنود الاحتياط لديكم والمصابين بالصدمة من مجمل المصابين تبلغ 60%، موضحة أنه نظرا إلى حجم القتال فإنّ أعداد المصابين بالصدمة النفسية الناجمة عن حرب لبنان الثانية هي الأعلى في تاريخ حروب إسرائيل.  وتتجلى الأعراض على جنودكم الذين يكابدون صدمة القتال في عدم التركيز في العمل، والأرق، ودوام التوتر، والتراجع فى وظيفة المصاب فى العمل وفى وظيفته كزوج وأب.  لقد أوضح رئيس "جمعية خدمة مصابي الصدمات في الحرب" العميد "أوري سيجل" في تصريح للإذاعة العامة الاسرائيلية، أنّ إصابة الجندي تكون أبلغ في حال عدم تجهيزه بما يقيه مسبقا.  وكشف سيجل أنّ إسرائيل مدينة أخلاقيا لجنودها المصابين نفسيا، معتبرا إيّاهم "معاقين"، وأنّ هناك نحو 5000 جندي مصاب بالصدمة مسجلين في قسم الصحة النفسية التابع للجيش، مشددا على وجود عشرات آلاف آخرين لا يحظون بالاعتراف أو يخشون من كشف ما يتعرضون له!!!

أيكفيك ذلك أيها الخبير العالم "الموشيه رونين" الذى يعلّم الأمريكان أم أسترسل أيها النصّاب؟

*******

تمتع وعش مع تاريخك الاسلامى العظيم المشرّف

بقراءة

 

قطز والتربية بالقدوة - د. راغب السرجاني

http://marwa-elsherbiny.blogspot.com/2013/01/blog-post_15.html

 

موقع قصة الإسلام

التربية بالقدوة

أنا ألقى التتار بنفسي..!

 

 

إلى عين جالوت

د. راغب السرجاني

موقع قصة الإسلام

http://marwa-elsherbiny.blogspot.com/2013/01/blog-post_17.html

 

تحركات قطز في فلسطين

 

 

موقعة عين جالوت – د. راغب السرجاني

http://marwa-elsherbiny.blogspot.com/2013/01/blog-post_19.html

 

 

والى اللقاء فى الجزء الثامن ان كان فى العمر بقية

باذن الله

محمد هاشم عبد البارى

15يناير 2013

 

 

 

 

 

الثلاثاء، 15 يناير 2013

الجزء 6 - الله ثم الطبيعة والحرب والنفس والنصر / أ . د محمد هاشم عبد البارى

بسم الله الرحمن الرحيم

الله.. ثم الطبيعة والحرب والنفس والنصر

الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد البارى

9 يناير 2013

^^^^^^^

الجزء السادس

 

 

معركة وادى ايا درانج

كانت معركة "وادى ايا درانج" (Battle of Ia Drang) ، على حد تعبير الأمريكيين، من أولى المعارك الكبرى التي وقعت بين قوات الولايات المتحدة وقوات جيش فيتنام الشعبي التابعة لفيتنام الشمالية.  بدأت في 14 نوفمبر واستمرت حتى 18 نوفمبر 1965 على اثنين من سفوح المرتفعات الوسطى في فيتنام الجنوبية. استمدت المعركة اسمها من "وادي ونهر درانج" المكان الذي وقعت فيه.

 

فى عام 1965 بدأ الجنرال "ويليام ويستمورلاند" قائد القوات المعاونة للجيش الأمريكى فى فيتنام فى استخدام الجنود الأمريكان "المنقولين جوا" فى العمليات القتالية فى فيتنام، على عكس الاعتماد الوحيد على القوات الراجلة فى جيش فييتنام الشمالية.

خلال معركة "وادى ايا درانج" فى حرب فيتنام قيّدت أحوال الطقس والأرض العمليات الهجومية للقوات الأمريكية.  فقد أثرت على توقيت استخدام القوات وعلى السيطرة والتحكم فى القوات وعلى التوظيف المؤثر لأنظمة الأسلحة والمعدات.

خلال الستينات أدخل الجيش الأمريكى مفهوم "القوات المحمولة جوا Air mobility command" للتغلب على القيود والمعوقات التى تمارسها طبيعة أرض المعارك على الحشود المقاتلة فى فيتنام.  خلال معركة "وادى ايا درانج" فى فيتنام لم يكن لمفهوم القوات المحمولة جوا الا فعالية محدودة.  فلم يزل الطقس وطبيعة الأرض يحدّان من العمليات الهجومية، ومن استخدام ناقلات الجنود، ومن استخدام منظومات الأسلحة والمعدات، ويؤثران على السيطرة والتحكم فى القوات.  بالرغم من تلك التقنية الجديدة الا أن الطقس والتضاريس كانا لايزالا يفرضان قيودهما على توظيف واستخدام القوة القتالية لجيش الولايات المتحدة التى لم تتعلم بعد استعمال تلك التقنية الحديثة التى ابتكرتها والاستفادة منها بفاعلية.

يقع "وادى ايا درانج" فى منطقة الهضاب الوسطى لفيتنام الشمالية.  تضاريسه تسودها جبال يفوق ارتفاعها 2000 قدم بغطاء من أدغال كثيفة النباتات.  الاشجار فى هذا الجزء من فيتنام يمكن أن تنمو الى ارتفاع أكثر من 35 متر فوق الأرض.  تتغطى المناطق المكشوفة بنباتات عشب علف الفيل التى يمكن أن يصل ارتفاعها أكثر من متر ونصف المتر.  كان كل ذلك الكساء النباتى يوفر غطاء وساترا ممتازا لأى قوات تستخدم الوادى(Moore, 1992) .  انّ المحاولات الوحيدة كانت تتم بواسطة الحيوانات وأغلبها لايمكن ملاحظتها من أعلى .  الطقس حار ورطب أو حار وجاف.  فى كلتا الحالتين كانت درجة الحرارة والرطوبة تشكلان تهديدا هائلا على هؤلاء الذين لم يعتادوا تلك الظروف البيئية (Moore,1992) .

فى نوفمبر عام 1965 تلقت "القوات المحمولة جوا" مهمة تنفيذ البحث والتدمير فى "وادى ايا درانج".  شعر القائد الأعلى أنه لكون القوات المحمولة جوا قد دربت على التقنية الجديدة "للقوات المحمولة جوا" (والتى تسمى الآن "بقوات الانقضاض") فانهم يمكنهم التغلب على طبيعة الأرض بالهبوط على رأس الفيتناميين وجرّهم الى المعركة.  افترض كذلك أنه باستخدام الحوّامات (الهيليكوبتر) فى الهجوم فلن يكون للفيتناميين ميزة الاستفادة بطبيعة الأرض والطقس!  اختير الكولونيل (العقيد) "هال مور "Hal Moore الأمريكى قائدا لتلك المهمة (لا يزال حتى الآن على قيد الحياة)، وهو واحد من المحاربين المحنكين البارزين فى الجيش الأمريكى (Moore,1992).

الكولونيل "هال مور" عام 1965

كان الكولونيل "مور" قد تعلم خبرة القتال بصلابة فى جحيم الحرب الكورية ونال العديد من الجوائز "لشجاعته" ((Moore,1992.  لكى يستخدم تقنية قوات الانقضاض الجديدة والمحمولة جوا استخداما مناسبا استمر الكولونيل "مور" فى عدة استطلاعات من الجو ليحدد بدقة أفضل موقع لادخال قواته. على كل حال فانه بسبب كثافة الأرض لم يكن الكولونيل "مور" قادرا على الحصول على صورة واضحة للأرض فى نطاق الهبوط ((Moore,1992.  انّ الأبعاد الكاملة لتلك الخدعة لم تكن واضحة للكولونيل "مور" حتى أصبح بالفعل بقواته على منطقة الهبوط.  انّ التضاريس المدغلة فرضت خيارات محددة على موقع نطاق الهبوط.  لم يجد "مور" مكانا مناسبا يختاره لهبوط المروحيات الناقلة لقواته من بين الأماكن المتاحة الا مهبط بالقرب من قاعدة "كشوبونج ماسيف".  كان المهبط الذى اختاره فى حجم ملعب كرة القدم، ومحاطا بأشجار منخفضة، ومحددا بتجويف جدول مائى جاف.  انّ المكان الفسيح الذى اختاره لايفى الا بهبوط ثمانية مروحيات فقط فى المرة الواحدة.  لقد أطلقوا عليه اسم مهبط "اكس ريى زون "X- Ray Zone.  وهكذا بالرغم من التقنية الجديدة (المروحيات) اضطر الكولونيل "مور" لاحضار كتيبته للقتال على أجزاء متفرقة.  وهكذا فانه، مرة أخرى، نجد أنّ التضاريس هى التى تفرض نفسها على سير المعركة أو على جريان المعركة وليس قائد المعركة.  وكذلك بسبب المواقع المحدودة والمناسبة لمعسكرات القاعدة الكبيرة فقد كانت كل مروحية تستغرق 30 دقيقة للاقلاع من منطقة الهبوط الى معسكر القاعدة والعودة باحضار مزيدا من القوات اللازمة.  بينما الجنود الذين تمكنوا من الاقلاع الى المعركة على متن المروحيات كانوا لايزالون يكابدون ويناضلون حرارة الأحراش المقاتلة التى تقاتل مع الفييتناميين!

أرض معركة "وادى ايا درانج" عام 1965

انّ القيود المفروضة على "النقل الجوى" بالنباتات وبمنطقة الهبوط الصغيرة أثرت على توقيت توظيف القوات.  فكما لاحظنا لقد استغرق 30 دقيقة بين الطلعات لاكمال النقل الجوى للأعضاء المتبقين من الكتيبة.  كان نتيجة ذلك التأخير فى الوقت اضطرار الكولونيل "مور" الى قتال وحدة أكبر بكثير من الفيتناميين بجزء صغير فقط من فرقته.  أضف الى ذلك فان الحجم الصغير لمنطقة الهبوط فرض أيضا قيودا على طيران الطيارين الأمريكيين فى دعم قوات الكولونيل "مور".  انّ طبيعة الأرض زادت من وطأة مكابدة الجند الأمريكان من الحرارة ومن جروح المعارك بسبب الكمية المحدودة للاخلاء الجوى للجرحى بالامكانات المستخدمة.

الاخلاء الجوى للجرحى الأمريكيين من القوات المحمولة جوا كان محدودا.

انّ خسائر الطيران الأمريكى من النيران الفييتنامية الأرضية كانت تتزايد بسبب استغلال الفيتناميين للتضاريس لصب نيرانهم على مروحيات الكولونيل "مور".

انّ أكثر العوامل التى أثرت بها ظروف الأرض والطقس كانت على مقدرة الكولونيل "مور" على القيادة والسيطرة السليمة على قواته.  حتى القيادة المتميزة للكولونيل "مور" لم تمكنه من التغلب على الغطاء النباتى الكثيف والحد الذى فرضته على الرؤية ((Moore,1992.  لقد أثرت التضاريس أيضا على توظيف واستخدام العديد من منظومات الأسلحة.  ففى الوقت الذى كانت هناك ضرورة لنيران مدافع الهاون لم يكن القادة قادرين على ملاحظة التأثير المقيّد لمميزات تلك القوة من النيران المزودون بها.  لقد أدى ذلك الى صعوبة المضىّ فى النيران والتصديق على مواقع الضرب.

كتب "مات فرتيز  :"Matt Fritz  "ستبقى حرب فيتنام (1954 - 1976) حية فى الذاكرة الجمعية للأمريكيين.  لقد قصمت تلك الحرب أمريكا، وكانت أفضل هزيمة للأمة التى اعتادت الانتصارات العسكرية"!

انّ معركة منطقة مهبط "اكس ريى زون" فى "وادى ايا درانج" كانت تسمى "المعركة التى غيرت الحرب فى فيتنام".  فى عام 1965 كانت الكتيبة الأولى فى سلاح الفرسان قد اسقطت بالطائرات المروحية فى "وادى ايا درانج حيث كان هناك 3 أفواج من جيش فيتنام الشمالية وكتيبة من "الفيت كونج Vietcong " تحيط بهم.  وفى أول التحام كبير بين الجنود الأمريكان وجنود فيتنام الشمالية المدافعين نجح الأمريكان المتفوقين عدديا بطريقة رديئة فى الدفاع بصعوبة بالغة عن مكان الهبوط وعانوا من الاصابات والخسائر الجسيمة.

انّ معركة "وادى ايا درانج" (13-18 نوفمبر 1965) ربما كانت هى المعركة الأخيرة بين جيش فيتنام وقوات الولايات المتحدة بقوات متكافئة.  فقد فقدت الولايات المتحدة 155 هالكا، و121 جريحا من أصل 500 جندى منقولون جوا.  لم يعد منهم لمهامهم المباشرة الا 84 جنديا، (لم ينج من القتل أو الجرح الا 224 جنديا من الخمسمائة أى 8و44 % من القوات).  وقتل من الفييتناميين 834 جنديا فضلا عن ألف جريح.  بالرغم من تلك الأعداد الأمريكية الكبيرة الفاقدة الا أنّ القائد الأعلى الأمريكى فى سايجون "عاصمة فيتنام الجنوبية" أوضح أنّ معركة "وادى ايا درانج" كانت نصرا عظيما!!!

الجنرال متقاعد "هال مور" الى اليسار وحاكم ولاية ألاباما الأمريكية الى اليمين فى 8 أكتوبر 2009. انهم يعتبرون الجنرال مور بطلا قوميا.

اننى أتسائل اليوم عما حققته تلك الانتصارات الأمريكية المزعومة؟  انهم حتى اليوم يحتفلون فى كل المناسبات بالكولونيل "مور" وبانتصاره فى معركة "وادى ايا درانج" فى فيتنام كبطل قومى (هو الآن جنرال متقاعد).  ما الذى عادت به القوات الأمريكية من غزوها لفيتنام على بعد 13813 كيلومتر من واشنجتن؟  بل انّ التساؤل الأولى هو ما الذى دفعهم الى غزو فيتنام الشمالية الشيوعية التى تبعد عنهم كل تلك المسافة؟  لقد ذهبوا يحاربون الشيوعية فى فيتنام الشمالية من عام 1956 الى عام 1974 ، فماذا كانت النتيجة؟  لقد كانت فيتنام الشمالية فقط هى الشيوعية قبل الحرب فتوحدت فيتنام الشمالية مع فيتنام الجنوبية بعد اندحار القوات الأمريكية وأصبحت فيتنام الموحدة كلها شيوعية بعد الحرب.  اختفت سايجون عاصمة فيتنام الجنوبية وبقيت هانوى عاصمة فيتنام الشمالية الشيوعية وأصبحت عاصمة لفيتنام الموحدة كلها!!!

لقد بلغت خسائر الولايات المتحد البشرية 57522 قتيلا و 153303 جريحا، وقتلت القوات الأمريكية من أهل فيتنام مليونا ومائة ألف نفس وجرحت وأعاقت 3 ملايين فيتنامى وشردت 13 مليونا من اللاجئين.

فيتنام الشمالية (الشيوعية الحمراء) الموالية للاتحاد السوفيتى وفيتنام الجنوبية (الخضراء) الموالية للولايات المتحدة قبل هزيمة القوات الأمريكية واندحارها دون تحقيق أى هدف سوى التخريب والتدمير والقتل.

وبدأ الانسحاب التدريجى للقوات الأمريكية الفاشلة عام 1969وسقطت حكومة الفييتناميين الجنوبيين فى سايجون عاصمة فيتنام الجنوبية،  وأطلق اسم "هو تشى منه" زعيم فيتنام الشمالية الشيوعية على مدينة سايجون، والخريطة لفييتنام الموحدة الشيوعية الآن (88 مليون نسمة عام 2009) وعاصمتها هانوى.

"هوشي منه" قائد ثوري فيتنامي قاد الحرب ضد الفرنسيين حتى أخرجهم من فيتنام وضد الأميركيين حتى هزيمتهم في فيتنام وخروجهم مندحرين.

عندما حاربت الولايات المتحدة فى فيتنام كانت الحرب بين التكنولوجيا الحديثة المنظمة ضد كائنات بشرية منظمة.  كانت الغلبة للكائنات البشرية المنظمة.  وفى خلال مسار المعارك الضارية فى الحرب بزغت وتنامت فى الولايات المتحدة أعظم حركة مناهضة للحرب لم تشهدها أمريكا من قبل مطلقا وهى الحركة التى لعبت دورا حرجا فى ايصال الحرب الى نهايتها.

فواحد هو أعظم أبطال الرياضة فى الولايات المتحدة والعالم وهو "محمد على" الملاكم الأسود بطل العالم فى الوزن الثقيل رفض الخدمة فيما أسماه "حرب الرجل الأبيض"، فقام اتحاد الملاكمة بسحب لقب البطولة منه.  قال محمد على فى رفضه للتجنيد فى الجيش الأمريكى: "هذه الحرب ضد تعاليم القرآن, وإننا - كمسلمين - ليس من المفترض أن نخوض حروبًا إلا إذا كانت في سبيل الله ورسوله, وإننا لا نشارك في حروب المسيحيين أو الكافرين".  كما أعلن في عام 1966: "لن أحاربهم - قاصداً ال "فيت كونج" وهو الجيش الشيوعى في فيتنام - فهم لم يلقبونني بالزنجي".

وتحدث الزعيم الأسود "مارتن لوثر كنج" القس الأسود فى عام 1967 فى كنيسة "ريفر سايد" فى نيويورك قائلا: "بطريقة أو بأخرى يجب أن يتوقف ذلك الجنون.  يجب أن يتوقف الآن. أنا أتحدث "كابن للرب"!!! وأخ للفيتناميين الفقراء الذين يعانون... الخ".  هذا وقد بدأ الرجال الصغار فى رفض التسجيل للتطوع ورفض التجنيد عند الاستدعاء.

فى عام 1964 دخل "محمد على" فى الاسلام، وكان قد ولد فى 17 يناير 1942م باسم (كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور) لأسرة مسيحية.  كان ذلك المسلم الأسمر الوسيم أسطورة فى بطولة ملاكمة الوزن الثقيل على مدى تاريخ تلك الرياضة لم تتكرر حتى الآن. توّج عام 1999بلقب "رياضي القرن".  وهو صاحب أسرع لكمة في العالم (بلغت900 كم في الساعة). وهو صاحب أشهر اسم رياضي في التاريخ.  اعتزل الملاكمة عام 1981 عندما كان عمره 39 عامًا.  انه لا يزال حيا يرزق.  فى عام 2005 منحه الرئيس الأمريكى الصهيونى جورج جورج بوش ميدالية الحرية الرئاسية والذى افتتح أيضا فى نفس العام "مركز محمد على" فى مسقط رأس ذلك البطل الأسطورة مدينة "لويفيل" فى ولاية كنتاكى. قال محمد على فى الافتتاح: "اننى الرجل العادى الذى عمل بجد على تطوير الموهبة التى وهبتها.  لقد آمنت بنفسى وآمنت بطيبة الآخرين.  انّ كثير من المناصرين يودون اقامة متحف للتعريف بمنجزاتى.  أنا أردت أكثر من بناء يضم مخلفاتى التذكارية.  لقد أردت مكانا يلهم الناس ليكونوا أفضل ما يستطيعون كيفما يختارون أن يفعلوا ولتشجيعهم على احترام كل منهم للآخر".

بنهاية حرب فيتنام كان قد ألقى على فيتنام سبعة ملايين من الأطنان من القنابل، وهى أكثر من ضعف القنابل الكلية التى ألقيت على أوروبا وآسيا مجتمعين فى الحرب العالمية الثانية.  يعنى ذلك  أنّ كل نفس فى فيتنام كانت قد تلقت 500 رطل من القنابل. أنّ 20 مليون حفرة قنابل قد انتشرت فى تلك البلاد.  أذكر فى تلك الحرب الطويلة والتى استمر فيها القصف الجوىّ والتدمير والحرق أنّ الدراسة فى فيتنام الشمالية لم تتوقف أبدا.  كان تحت كل طاولة دراسة (تختة) فى الفصول حفرة ينزل فيها التلميذ عند كل قصف جوى، وما أكثر الغارات الجوية اليومية والقنابل التى كانت تنهمر على فيتنام وأطفالها ومستشفياتها وبيوتها وأكواخها وبنيتها التحتية.  ولكنّ الأمر لم يتوقف عند القنابل المتفجرة بأنواعها المختلفة.  لقد ألقت الولايات المتحدة على فيتنام سوائل رش بالطائرات لقتل وتدمير الأشجار والمحاصيل وتدمير وقتل أى نوع من الزروع والنموات النباتية غطت مساحة تساوى مساحة ولاية "ماساشوسيت" بتلك السموم.  لقد عانت الأمهات الفيتناميات من تشوهات أطفالهن جرّاء تلك المبيدات السامة المسرطنة.  لقد قررت دراسة نشرت فى 17 أبريل عام 2003 فى مجلة "نيتشر" البريطانية أنّ التلوث بالديوكسين فى فيتنام أكبر بأربعة أضعاف عن التقدير الذى سبق اعلانه.  أوضحت الدراسة أنّ 1و2 الى 8و4 مليون شخص قد رشتهم القوات الأمريكية "مباشرة" بمبيدات الحشائش شديدة السمية.  من عام 1961 الى عام 1971 رشت الولايات المتحدة ملايين اللترات من مبيدات الحشائش السامة فوق نحو 10% من فيتنام الجنوبية لتدمير كثافة الغابات الاستوائية والمحاصيل التى توفر الغطاء والغذاء للمقاتلين الشماليين.  لقد دمرت تلك العملية 14% من الغابات الفيتنامية فضلا عن 50% من غابات المانجروف الهامة.  انّ 65% من مبيدات الحشائش تلك كانت تحتوى على TCDD وهو أسوأ أشكال الديوكسين شديد السمية والمسرطن للانسان.  يعانى المحاربون الفيتناميون الآن من عشرة أمراض جرّاء الرش بتلك السموم مثل مرض انشقاق الفقرة فى منطقة الشوكة فى المواليد.  لقد أعلن الصليب الأحمر الفيتنامى أنّ أكثر من مليون شخص فى فيتنام قد تضرر بمبيدات الحشائش.

 

لقد كان لحرب فيتنام تأثير عميق على الولايات المتحدة.  فبالرغم من أنها بدأت الحرب بعدد صغير من المستشارين العسكريين الا أنّ الصراع أخذ يتصاعد منذ عام 1964 خلال 1968 ودفعت الولايات المتحدة بالمزيد والمزيد من الجنود الأمريكان، وتدفقت الموارد وسكبت سكبا فى فيتنام.  وبعكس كوريا، واجه الأمريكان عدوا غير معتاد، وغير متجمع فى الحرب، وبدون خطوط جبهوية، حيث كانت الأهداف غامضة لدى الأمريكان ومخفية والأخطار مطّردة.  فكانت النتيجة ثمنا باهظا من أجل أقل القليل.  لقد كلفت حرب فيتنام أمريكا 686 مليار دولار بحساب القيمة المصرفية للدولار عام 2008.

 

لماذا يبكى "رجال" مارينز القطب الأوحد فى العالم فى العراق؟ ألستم رجالا؟ ألم تتركوا بلادكم وراءكم على بعد آلاف الكيلومترات للعدوان بلا قضية ولكن من أجل الدولارات ولاتمام دراساتكم فى الجامعات؟  ألستم مدججون بأعتى الأسلحة لتقتلوا بها النساء والأطفال والشيوخ فى بيوتهم؟  ألستم أنتم أصحاب سجون أبو غريب وجوانتانامو؟  وهل الصليب المنقوش على أكتافكم حلال عليكم ومقاومتنا تحت لواء الاسلام حرام علينا وتسمونه ارهابا ويردد نخبنا وبلهائنا مقولتكم أيها الظالمون؟

 

لقد كشف تقرير لخدمات الأبحاث بالكونجرس أنّ تلك الأمة اللعينة قد أنفقت 648 مليار دولار على عمليات العراق العسكرية في نفس مستوى تكلفة حرب فيتنام.  لقد كانت حرب فيتنام هى ثانى أكثر الحروب العسكرية كلفة بعد الحرب العالمية الثانية.  أفاد تقرير للكونغرس الأمريكى أنّ اجمالى تكلفة الحرب على العراق تقارب كلفة الحرب على فيتنام وأنّ الانفاق الأمريكى على العمليات العسكرية بعد مسرحية 11 سبتمبر عام 2001م قد فاق ذلك.  ومنذ ذلك التاريخ بلغت المخصصات التى رصدتها واشنطن لما أسمته عمليات مكافحة الارهاب في كل من أفغانستان والعراق وبقاع أخرى من العالم 860 مليار دولار.  لقد تكبدت الخزانة الأمريكية خسائر جراء الحرب على أفغانستان حتى الآن 443 مليار دولار.  سينفقونها بلا طائل سوى القتل والتدمير والتخريب والافساد.  ستكون حسرة عليهم فى نهاية الأمر على المدى الطويل.


انّ أصدق ما إعترف به الأمريكان عن اجرامهم فى الحروب التى شنتها أمريكا على أفغانستان والعراق سوف تجده فى المقطع التالى:
http://www.4cyc.com/play-I7UJupVHtb4

 

"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ"

(سورة الأنفال: آية 36)

 

اذا عقدنا مقارنة بين ما تتكلفه أمريكا اليوم من الأرواح والنفس والاعاقات والمال بما كان يتكلفه المسلمون فى غزوة مثل غزوة الخندق (الأحزاب) بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه فى دفاعهم عن الدولة الاسلامية فى المدينة فى مواجهة أحزاب الكفر، أو فى غزوة تبوك على مسافة 700 كيلومتر من المدينة قطعها المسلمون فى الصحراء والرمال لملاقاة جيوش الكفر من الرومان، سوف تصاب حتما بالدهشة والذهول!

 

كانت الطائرات الأمريكية تروح الى فيتنام والعراق وأفغانستان بطانا بالقنابل والصواريخ التى تلقيها على البلاد والعباد وتعود الى بلادها بطانا أيضا، ولكن بجثث وأشلاء جنودها ولحومهم الأمريكية البيضاء والسوداء المهترئة المشوية.

 

والى اللقاء فى الجزء السابع

باذن الله

محمد هاشم عبد البارى

9 يناير 2013