توفى إلى رحمة الله تعالى الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد البارى يوم 5 يناير نسألكم الدعاء له بالرحمه والمغفرة

السبت، 26 يناير 2013

الجزء 7 - الله.. ثم الطبيعة والحرب والنفس والنصر / أ. د محمد هاشم عبد البارى

بسم الله الرحمن الرحيم

الله.. ثم الطبيعة والحرب والنفس والنصر

الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد البارى

15يناير 2013

^^^^^^^

الجزء السابع

 

 

الحرب والنفس

انّ حروب الولايات المتحدة كلها حروب اجرامية.  منذ بدء ابادتها لسكان القارة الأصليين الى غزو أفغانستان والعراق وتزويد العدو الصهيونى بأحدث الأسلحة لابادة أصحاب الأرض الفلسطينيين.  انّ أمريكا لا هدف لها الا خراب العالم وخراب الأمم الأخرى.  انها ان لم يكن لها عدو فانها تبتكر لها عدوا حتى لا تتوقف آلة الحرب ومصانع الخراب لديها.  انها لم تعرف لحروبها منذ نشأتها أهدافا سامية ولا أغراضا نبيلة لنصرة مظلوم أو اعادة حقوق لأصحابها.  انها لم تعد من تلك الحرب فى فيتنام ولا من أى حرب الا بالهزيمة ولا تعود قواتها الى بلادها الا بالاضطراب النفسى والعقلى والاكتئاب والجنون والانتحار وهم يحملون جثث موتاهم وأجساد جرحاهم، ولكنهم يخلفون وراءهم الخراب والدمار والفوضى.  يبدوا أن تلك هى أهدافهم وهم يظنون أنهم يبحثون ويحمون مصالحهم.  انهم لا يحملون بين ضلوعهم الا الحقد والكراهية والضغينة تدعمها الغطرسة والبلطجة وسوء الخلق.  انّ ساستهم يختلقون الأعداء ويفتعلون الأزمات والمواجهات  ويبتكرون الذرائع للعدوان حتى لا تتوقف المصانع عن انتاج الأسلحة وتطويرها للسيطرة على العالم.  سيطرة بلا عقيدة ولا مبادىء ولا مثل ولا قيم ولا أخلاق.  السيطرة بطريقة أو بأخرى.  بالعصا أو بالجزرة، بالمال أو الجنس.  المهم السيطرة والعبث والعربدة.  برغم حضارتها المزعومة أنا لا أراها الا أقبح أمة فى التاريخ كله.  انهم تتار العصر.  أمة تمارس البلطجة العالمية لمجرد البلطجة.  ليس من أهداف حروبها اصلاح ولا نشر خير ولا تصحيح أوضاع أو مساعدة لضعيف أو انتصار لمظلوم، وانما بث للفوضى ونشر للفساد وتدمير للقيم والأخلاق وهدم للدين.  أمة فاسدة ومفسدة.  لقد وضعت بريطانيا اسرائيل سفاحا فى فلسطين وأرضعتها أمريكا وسنّت أنيابها ومخالبها.  انّ المسلمين الذين هزموا جحافل التتار الذين اجتاحوا نصف العالم قبل اكتشاف أمريكا بنحو 236 عاما سوف يهزمون أمريكا بترساناتها وأساطيلها وقواتها متى عادوا الى اسلامهم ولم يعادوا اسلامهم.

يحتمون وراء الدروع والسلاح والتكنولوجيا ولا تنقصهم البسطة لا فى الجسم ولا فى اللحم ولا فى الشحم ولكنهم يعانون من الضعف البشرى فى الروح والنفس والعقيدة.

 

لقد أعلنت دراسة جديدة أنّ 19% من أكثر من ثلاثة ملايين من قوات الولايات المتحدة الذين خدموا فى فيتنام قد عادو باختلال أو "اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة" ( 570000 ضابط وجندى).  انها الحالة التى تتركهم بذاكرات عدوانية، وهلوسة، وكوابيس، وفقدان التركيز، والشعور بالذنب، والنزق، والهياج، وفى بعض الحالات الاكتئاب البالغ الشدة ثم الانتحار!  بعد أكثر من 10 سنوات من الحرب 10% منهم لم يستطيعوا أن يتركوا ويلات الحرب وأهوالها خلفهم.  ومع الازعاج الذى يسببه هذا العدد على كل حال، الا أنه أقل بكثير من ذلك الذى أعلنته دراسة سابقة.  ففى عام 1990 خلصت عمليات الحصر الأمريكية الوطنية الى أنّ واحد من كل ثلاثة (30,9 % أى 927 ألف ضابط وجندى) من هؤلاء الذين خدموا فى فيتنام  قد عادوا الى بلادهم "باضطراب ضغوط ما بعد الصدمة"، ونحو 15 % من هؤلاء (أى أكثر من 139 ألف جندى) لايزالون يعانون من ذلك.

 

 

 

أين رجولتكم يا جنود أمريكا وأين فروسيتكم وأنتم تملكون كل أسباب القوة المادية ثم تبكون كالنساء فى ميادين المعارك فى بلادنا ثم تدّعون البطولات بعدما تفيقون وتعودون الى أوطانكم تجرّون أذيال الخيبة والفشل؟

 

على أية حال فان الدراسة الجديدة التى قام بها باحثون من جامعة كولومبيا وكلية هارفارد للصحة العامة أتت باعداد مماثلة لتلك التى فى تقرير عام 2004 بأن الاكتئاب البالغ والقلق يدمران حياة نحو 16% من الجنود وقوات المارينز الذين خدموا فى وحدات الحرب على العراق.

 

وتحت عنوان "الجراح العقلية لحرب فيتنام لاتزال مستمرة - دروس يمكن تطبيقها على العراق" – كتب "ويليام كرومى" – مكتب أخبار هارفارد – فى 17 اغسطس 2006 مايلى:

"خلال السنوات المالية من 1999 الى 2004 ازداد العدد الكلى للمحاربين القدماء فى فيتنام الذين يتلقون تعويضات عن العجز بسبب "اضطرابات ضغط مابعد الصدمة" الى 79,5 %.  وذكر البروفيسور "ريتشارد ماك ناللى"- أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد:  "وخلال تلك الفترة قفزت مدفوعات التعويض عن العجز الى 148,8 % (18 أغسطس  عام 2006 - مجلة "ساينس").

لقد اثار "ماك ناللى" السؤال الذى لاجواب له:  "هل يدل ذلك على بداية متأخرة لانتفاضة مرض اضطرابات ضغط ما بعد الصدمة،  أم هو تقدمه متأخرة لمرض اضطرابات ضغط مابعد الصدمة بين هؤلاء الذين عانوا لعقود والذين يبحثون الآن عن المساعدة التى يحتاجونها فحسب؟"

لن أطيل وأتكلم عن الشعور بالانتقام ,والانهيار النفسى، والشعور بفتور الهمة، وعن متلازمة الحرب التى لم يفهمها كثير من الأطباء، وكانوا يشخصونها على أنّ الجنود يعانون من المتاعب الشائعة مثل الاجهاد وقصور التنفس والصداع والنوم والخ...

 

وتحت عنوان "الجيش الاسرائيلى يساعد فى علاج ضحايا الولايات المتحدة من ضغوط ما بعد القتال" كتب العالم النفسى العسكرى الصهيونى "موشيه رونين Moshe Ronen" فى 6 مارس 2012 فى "يوديوت أحرونوت" ما يلى:

انّ هناك بعض الأشياء التى تبْرع فيها اسرائيل، والرياضة ليست واحدة منهم.  فعندما نأتى الى ذكر الزراعة على سبيل المثال، فنحن لدينا معرفة كبيرة بكيفية التصدير.  انّ ذلك ليس كل شىء. ففى دولة "تحاصرها الحروب" (!) فانك يمكنك أن تتوقع أن تكون نسبة ضحايا "صدمة القذائف Shell shocke" (وهو اضطراب عصبى أو عقلى) عالية على وجه الخصوص.  ولكنّ العكس هو الصحيح.  فلقد أثبت فى النهاية أنّ جيش الدفاع الاسرائيلى خبير ماهر فى التغلب على هذه الظاهرة.  فلا يمكن اغفال خبرة أربعين سنة بسهولة(!)

فى السنوات القليلة الماضية كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعانى من الملايين العائدين أو الذين على وشك العودة من ميادين الحرب فى العراق وأفغانستان.  وها هى الخبرة الاسرائيلية والنجاح فى ذلك المضمار والذى جذب عددا كبيرا من الأكاديميين الأمريكيين.  فلقد حضر أربعون بروفيسورا ومحاضرا كبيرا على رأسهم البروفيسور "مارلين فلين "Marilyn Flynn ،عميدة "كلية الخدمة الاجتماعية" بجامعة جنوب كاليفورنيا، بتفويض قوى الى اسرائيل، ينشدون التعلّم من جيش الدفاع الاسرائيلى كيف يصلون الى العلاج الأفضل لجنودهم من اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة(!)

 

"انّ ما يقرب من 5و1 مليون جندى سيعودون سريعا الى الولايات المتحدة"، قالت بروفيسور "فلين".  "من خبرتنا سيكون ما بين خمسهم وربعهم يعانون، أو سوف يعانون، من اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة، والتى تسمونها أنتم الاسرائيليون "صدمة القذائف". انّ نحو عشر هؤلاء سوف يعانون من اظهارات مزمنة، والتى يستمر بعضها الى عقود طويلة".

هؤلاء الجنود، تقول بروفيسور "فلين"، يعانون من اضطرابات النوم، والاكتئاب، ويتعذر عليهم العثور على وظائف ثابتة أو يكون لهم وظيفة فى المجتمع.  انهم ليسوا وحدهم الخسائر، فزوجاتهم وأطفالهم هم ضحايا ثانويون والذين يحتاجون علاجا بالمثل.  والذى اكتشفناه هو أنّ معدلات الانتحار بين الجنود الذين خدموا فى أفغانستان أو بين هؤلاء الذين عادوا بالفعل من المعارك هى أعلى نسبيا بالمقارنة بالجمهور الأمريكى العام.

انّ الباحثين لم يستغرقوا طويلا فى اسرائيل وبريطانيا وكندا للتحقق من أنّ أعداد الجنود الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة فى بلادهم تعتبر منخفضة نسبيا.  وتقول "فلين": "فى جيوش تلك الدول الثلاث يعانى من 20 الى 10% فقط من الجنود المحاربين من اضطرابات ما بعد الصدمة (!) بالمقارنة بنسبة 20-25% بين القوات الأمريكية.  ولقد اكتشفنا أيضا أنّ اسرائيل قادرة بطريقة أفضل وبنجاح فى مكافحة تلك الظاهرة. وعلى ذلك فقد جئنا لنتعلم من جيش الدفاع الاسرائيلى كيف نفعل ذلك"(!!!)

 

وقد يكون أو لا يكون من المدهش أنّ أحد العوامل التى يرجع اليها النسبة المنخفضة نسبيا فى اسرائيل فى اضطرابات ما بعد الصدمة هو الظاهرة المعروفة باسم "رفقاء السلاح Buddies". "فى اسرائيل نحو 60% من السكان يخدمون فى الجيش، ويتمتع الجنود المحاربون بمنزلة اجتماعية عالية.  فعندما يعودون الى حياتهم المدنية فان كل شخص يفهم ما تحمّلوه"، تقول "فلين" التى رأست فى الخمسة عشر عاما الأخيرة كلية الخدمة الاجتماعية فى جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وهى البروفيسور التى ميزانية أبحاثها وراء البحار تبلغ 19 مليون دولارأمريكى. "فى الولايات المتحدة لا يخدم الا 1% فقط من السكان فى الجيش.  وعندما يسرّح الجندى ويعود الى وطنه فان حفنة قليلة فقط من الناس هم الذين ينتمون الى ما قد قام به على طول الطريق.  وهو دائما ما يتوقع أن يلقى بتجربته فى الماضى وينخرط فيما هو فيه، انه ليس لديه شخص يتشارك معه فى تجاربه".

 

"انّ الجنود الذين أرسلوا الى أفغانستان أو العراق"، توضح "فلين"، "قد يكونوا جنودا محترفين، أو من الحرس الوطنى، أو من جنود الاحتياط.  وفى السنوات القريبة يكون الجنود من المجموعتين الأخيرتين هم الذين يرسلون للحرب.  ولكن بمجرد عودتهم الى وطنهم يكون ذلك صعبا عليهم لأنهم لا يعودون الى قواعد عسكرية منشأة، ولكنهم بالأحرى يتركونهم يتوكلون على الأماكن التى أتوْا منها بدون أىّ نوع من الدعم".

لماذا تبكون أيها المارينز السوبر؟ تبكون فى التدريب وتبكون فى القتال وتبكون فى الهجوم وتبكون فى الدفاع وتبكون فى الميدان وتبكون فى البيت بعد العودة!  من أجل من ومن أجل ماذا تضحّون؟ انكم فقدتم الهدف من الحروب وضللتم عنه، بل فقدتم الهدف من حياتكم نفسها. لن تتوقفوا عن الهلاوس والبكاء حتى تؤمنوا أو تهلكوا.

 

لقد قدمت "فلين" عاملا آخر، وأعنى حقيقة أنّ القوات الاسرائيلية عادة ما تتفهم تبريرات الحروب التى تخوضها (!!!)

"فالاسرائيليون يتشاركون فى رابطة قوية جدا، وكل واحد منهم يعلم ما الذى يحاربون من أجله" كما تلاحظ "فلين". "فى الولايات المتحدة يتم تشجيع الجنودعلى أن يكونوا فى الجيش، ولكنّ أسباب الحرب ليست واضحة لهم، ذلك مما يجعلهم غير محصنين عاطفيا.  وعندما يحدث خطب مأساوى أو عنيف تجدهم أقل مقدرة للحشد واجماع الأمر على التفاعل مع المصدر الانفعالى".

 

وهناك اختلاف كبير آخر من الظروف التى تخدم فى ظلها القوات الأمريكية.  فتقول البروفيسور "فلين": "انّ جنود جيش الدفاع الاسرائيلى يحصلون على زيارة عائلاتهم كل بضعة أسابيع. ويخدم الجندى الأمريكى فى أفغانستان أو العراق تحت الظروف القتالية لعدة شهور.  انّ من المهم أن نضع فى الاعتبار أنّ الحرب فى أفغانستان هى أطول حرب مستمرة فى التاريخ الأمريكى، فهى عشر سنوات تقريبا.  انّ بعض الجنود خدموا بالفعل فى أربعة أو خمس عمليات عسكرية الى أفغانستان أو العراق.  ذلك لم نعتد عليه بعض الشىء".

 

 

 

 

 


ولماذا يجهش جنود العدو الصهيونى كثيرا فى البكاء والنحيب

ويملئون المكان بدموعهم ولعابهم ومخاطهم ويبللون سراويلهم قبل المعارك البرّية مع المسلمين العرب وهم أكبر قوة ضاربة فى الشرق الأوسط يحتمون وراء صواريخهم ودباباتهم ومدرعاتهم ومجنزراتهم ويتمتعون بالتأييد والدعم المعنوى والمادى والعسكرى من أمريكا والغرب وأغنى الدول؟!!! ألستم تزعمون أنكم تدركون أهدافكم من العدوان والحروب؟!

 

ولكنّ الجنود الأمريكان كانوا بعيدين عن أوطانهم لفترات طويلة من الزمن أيضا فى الحرب العالمية الثانية وفى حرب فيتنام؟

"هناك فرق كبير بين هاتين الحربين والذى يجرى اليوم فى أفغانستان والعراق.  فى الحربين القديمتين كانت جبهة القتال واضحة، وقاتل الجنود هناك وفى كل أسبوع أو أسبوعين كانوا يسحبون للخلف لينالوا راحتهم فى المؤخرة.  اليوم يواجه الجنود أخطارا كثيرة مثل الأدوات المتفجرة المرتجلة والانتحاريون المتفجرون وأخطار أخرى حتى فيما يسمى مؤخرات الجيوش فى أفغانستان والعراق. (تقصد هجوم المجاهدين الأفغان على القواعد العسكرية الأمريكية) فلا يكف التوتر مطلقا".

 

هناك ادارتين حكوميتين محاربتين للولايات المتحدة وراء البحار. الأولى هى وزارة المحاربين المحترفين، وهى واحدة من أكبر الوزارات بميزانية سنوية 139 مليار دولار و 150 مستشفى للمحاربين المحترفين، وهى مسئولة عن العلاج مدى الحياة للمحاربين، وهى أكبرشبكة مستشفيات فى العالم.  وهناك أيضا جهاز كبير مسئول عن التعليم والتدريب المهنى ورواتب تقاعد المحاربين.  أضف الى ذلك أنّ علاج جنود اضطرابات ما بعد الصدمة يكون على عاتق وزارة الدفاع الأمريكية.

 

"انّ كلية الخدمة الاجتماعية فى كاليفورنيا بالولايات المتحدة أرست عقدا مع وزارة الدفاع الأمريكية لرسم خطة لعلماء النفس العسكريين الأمريكيين"، يوضح الكولونيل دكتور "ايال فروتشتر Eyal Fruchter" رئيس علماء النفس بوزارة الدفاع (العدوان) الصهيونية.  "بالرجوع الى حرب يوم الغفران (العاشر من رمضان أكتوبر 1973) فنحن لدينا ما يقرب من أربعين عاما من الخبرة فى التصدى لتلك الظاهرة".

ستظلّ حرب العاشر من رمضان أكتوبر 1973 و أحداثها و بطولات الجنود المصريين محفورة في ذاكرة كل من شارك من الإسرائيليين في تلك الحرب.  الهالك ايريل شارون كسير النفس شارد الفكر وأحد ضباطه الشعث الغبر مطأطأ الرأس فى وضع لا يحسدون عليه.

انّ أسلوب وزارة الدفاع الاسرائيلية فى علاج اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة تحدث على ثلاثة مستويات كما يشرح دكتور "فروتشتر":  "المستوى الأول هو المنع.  ويمكن مقارنة ذلك بتناول دواء للوقاية من الاصابة بالانفلونزا.  فنحن ننفق وقتا مع القادة قبل ذهابهم الى المعارك.  ندرّس لهم كيف يحضّرون القوات بطريقة أفضل لكى يتفادوا أضرارا نفسية مستقبلية".

وهل يحضّر علماء النفس العسكريون كل القادة فى الوحدات القتالية؟

"نحن لدينا خطط مفصلة لكل وحدة مبنية على أساس احتياجاتها المتخصصة.  ولكى نمنع الصدمات العاطفية فانّ مساعد الأطباء أو الفنى المنقول جوا على سبيل المثال سوف يتم تعرّيضهم الى صور رهيبة لأناس مجروحين ولحقتهم ايذاءات جسمية لاعدادهم لما سوف يواجهونه.  وعلى النقيض، فسوف يعانى رجال المشاة أنواعا مختلفة من التجهيزات دون تعريضهم الى صور لأشخاص مجروحين.  انّ الغرض العام هو منع حدوث اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة جيدا قبل المعركة".

المستوى الثانى هو التدخل المبكر، ويجرى فور وقوع الحادث. "ولكى نستعمل مثال الانفلونزا مرة أخرى، فانّ ذلك مثل العلاج الفورى بعد تعرض المريض للفيروس والتقاط المرض.  فعلى الفور بعد وقوع الحادثة - المعركة أو المشادة - فانّ العالم النفسى يتقابل مع القادة ويرشدهم الى كيفية التحدث بطريقة ملائمة مع الجنود.  انّ المسألة تشبه كثيرا الاستجواب واستخلاص المعلومات.  انّ التحدث حول التجربة يكون لازما لتقليص خطر تنامى أو تطور اضطرابات ضغط ما بعد الصدمة. وذلك يسمح للجندى بتنفيس الغضب والاحباط والأسى والانفعالات الأخرى.  واذا شعر القائد أنّ بعض الجنود يكونون حسّاسين وغير حصينين فانه يحيلهم الى العالم النفسى العسكرى عند تلك النقطة".

تخوّفا من قتلهم على يد المقاومة بغزة قبل الاجتياح البرى يطالب جنود العدو الصهيونى اداراتهم بالاحتفاظ بسوائلهم المنوية حفاظا على أنسالهم!!!

 

المستوى الثالث هو معالجة هؤلاء الذين تضرروا بالفعل. فالجندى المتطوع أو المحترف سوف يعالج عن طريق الجيش، بينما يعالج جنود الاحتياط عن طريق وحدة اعادة التأهيل التابعة لوزارة الدفاع.

"ولأغراض المقارنة فانه حتى وقت قريب جدا كان للجنود الأمريكان مشاكل انفعالية، والشخص الوحيد الذى يستطيع أن يلجأ اليه الجندى هو القسيس أو الحاخام"، يقول دكتور "فروتشتر" الصهيونى.  "فى اسرائيل كان قد تم دمج علماء النفس جيدا فى كل الوحدات القتالية فى الثلاثين سنة الأخيرة".

دكتور "فروتشتر" الصهيونى لاحظ كذلك الأهمية البالغة لهيمنة شبكة الدعم الاجتماعى للجنود الاسرائيليين فى تقليص عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة.  انه يتفق مع البروفيسور "فلين" التى تقول أنّ الصعوبات التى يلقاها الجنود الأمريكيون ترجع الى حقيقة أنّ المجتمع لا يتفهم أنهم قد ألقى بهم فى الطريق.  "انّ أقرب مقارنة بما يكابده هؤلاء هو انهاك اسرائيل فى الحروب.  فقد كان الجنود ينشرون فى مراكز الجبهة على شواطىء قناة السويس ويكونون تحت قذف ثابت بالقنابل.  ثم يتركون الجبهة ويقابلون الناس فى تجمعاتهم فى تل أبيب الذين ليس لديهم فكرة عما كانوا يتحدثون عنه.  انّ ذلك يجعلهم أيضا يستعيدون الأيام المبكرة للحرب اللبنانية الأولى عندما خدمت كعالم نفسى عسكرى فى لبنان عندما عدت من الجحيم الى الوضع الطبيعى والسلمى".

 

ويشدد دكتور "فروتشتر" على أنه عندما يتعلق الأمر بالجنود المقاتلة فانّ 95% من الناس المحيطين بهم يكونون عادة اليفين بالحياة العسكرية ويتشاركون معهم فى تجارب وخبرات مشابهة. "طبيعى أنّ الجنود المقاتلون المسرّحون لا يحتكون بجماهير لم يخدموا، مثل اليهود الأورثوزوكس المتطرفون أو الاسرائيليون العرب.  فغالبا ما يكون كل شخص من هؤلاء المحيطين قد خدم فى الجيش ويتفهم مشاعرهم.  انّ جنودنا بلا شك يحصلون على دعم أكثر، ولذلك فانّ فرص تطور صدمة القذائف (اضطرابات ضغط ما بعد الصدمة) تتراجع".

ويلخص "موشيه رونين" العالم النفسى العسكرى فى جيش "الدفاع" لكيان العدو الصهيونى مقالته فيما يلى: "لقد طوّرت اسرائيل برنامجا لعلاج اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة من خبراتها من حالات الصدمات منذ حرب يوم الغفران 1973.  انّ قوات جيش الدفاع الاسرائيلى تعلّم الأمريكان الآن كيف تعالج جنودها العائدين من العراق وأفغانستان.  موشيه رونين"(!!!)

"مقاتلوا" العدو الصهيونى يبكون وينتحبون كما تبكى وتنتحب النساء.  لم أر ولم أسمع عن أى شىء من ذلك على الاطلاق بين قواتنا المسلحة فى حرب العاشر من رمضان ولا حتى فى هزيمة يونيو 1967 ولا فى أى حرب.  فقط الاسرائيليون والأمريكان!!!  لم تسعفهم معتقداتهم ولم تسعفهم تكنولوجياتهم.  شىء عجيب!!!

 

ولكننى- محمد هاشم عبد البارى- لا يفوتنى أن أذكّر ذلك العالم والخبير النفسى الصهيونى النصاب "موشيه رونين" أنه فى عام 1994 نشر الصهيونى "سلومون نيريا" وآخرون، بقسم الصحة العقلية - ميديكال كوربس - قوات الدفاع الصهيونية، فى مجلة "أميريكان جورنال أوف سايكاترى" بحثا عن دراسة تقييم تأثير طول الفترة الزمنية على تفاعلات ضغوط القتال وعلى معدلات وطأة اضطراب ما بعد الصدمة على المحاربين الصهاينة القدماء فى حرب يوم الغفران 1973 (العاشر من رمضان).  ولقد خلص الى أنّ نسبة جوهرية أو عالية (significant proportion) من عينة من 160 من الأسرى الصهاينة فى تلك الحرب والمحاربين فيها يعانون ولا يزالون يعانون من وطأة اضطراب ما بعد الصدمة لأكثر من عقدين بعد الحرب (1973- 1994)!!!

مقتل أحد ضباط الاحتياط الصهاينة فى قصف ألوية الناصر صلاح الدين للموقع العسكري

"أوريم" في مجمّع "أشكول" الصهيوني صباح الثلاثاء 20 نوفمبر 2012 ردا على حربهم الأخيرة على غزة ("ليفى أشكول" هو ثالث رئيس وزراء للكيان الصهيونى، من 1963 إلى 1969، كان أوكرانى الأصل روسى الجنسية قبل هجرته والتحاقه بعصابات الكيان الصهيونى عام 1914، ستزول أسماء تلك الخنازير البغيضة من خريطة فلسطين باذن الله).

 

ولا يفوتنى أن أذكّر ذلك العالم الأفّاق الصهيونى "موشيه رونين" بما تناولته صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر فى 19يوليو 2010 ، عن وضع القيادة العسكرية الاسرائيلية ازاء عدد من الظواهر التى تفشت بين الجنودعلى رأسها ظاهرة الانتحار، تليها الأمراض النفسية، ثم التهرب من الخدمة، وأنّ القيادة تبحث خطة لوضع حدّا لتلك الظواهر، لا سيما الانتحارالذى ارتفع بنسبه مائة في المائة، مقارنة بالعام السابق.

أنّ ظاهرة الانتحار فى الجيش الاسرائيلى لا تقتصر على نوعية من الجنود أو وحدات خاصة، إنما تشمل جميع الوحدات منها المختارة والقتالية وحتى الاستخبارية.  لقد وصلت ذروة هذه الحالات إلى انتحار ضابط كبير في جهاز الاستخبارات العسكرية. وعلى رغم بحث الظاهرة لم يتوصل الجيش إلى استنتاجات تساعد على مواجهتها.  غير أنّ المسؤولين في قسم الصحة النفسية في الجيش الصهيونى يعتقدون أنّ قادة الوحدات العسكرية يتحملون المسؤولية بسبب الهوّة في علاقاتهم مع جنود وحداتهم.  لقد أعدّ قسم الصحة النفسية خطة ارشادية يحث فيها قادة الوحدات على التقرب أكثر من الجنود ومراقبتهم عن كثب لكشف الحالات التي تعاني من مشاكل نفسية على أمل الانقاذ قبل فوات الأوان.

انّ أخطر ما في أبعاد ظاهرة الانتحار بين ضباط وجنود العدو هو أنّ القيادة العسكرية لم تعد تثق بعدد كبير من جنودها فقررت منع بعضهم من نقل أسلحته معه في حال عودته إلى البيت.  ويشكّل الجانب النفسي الذى يؤدى الى الانتحار بحد ذاته مشكلة كبيرة داخل الجيش.

 

فقد كشفت أبحاث عدة أجريت منذ انتهاء حرب لبنان الثانية (يوليو عام 2006) ثم حرب غزة (ديسمبر 2008- يناير 2009)، وأثيرت من جديد مع مرور أربع سنوات على الحرب، أنّ عدداً كبيراً من أولئك الذين شاركوا في المعارك داخل لبنان تعرضوا خلال ذلك لصدمات نفسية.  وفي تقارير طبية قدّمت إلى الجيش تبين أنّ بعضهم تعرض لصدمة نفسية في أثناء مواجهات وقعت مع مقاتلي "حزب الله" وهناك من تعرض لصدمات خطيرة نتيجة مقتل زملاء له أمامه واضطراره إلى جرهم مسافات طويلة والانتظار إلى حين وصول قوة من الجيش لنقل الجثث.

لقد كشفت التقارير أيضا عن وجود نسبة عالية من الحالات النفسية في دعاوى رفعت في المحاكم الإسرائيلية للمطالبة بتعويض من الجيش.  ولقد تبين أنّ عدداً كبيراً من جنودهم يستغلون تلك التقارير حول أوضاعهم النفسية للتهرب من الخدمة العسكرية مما أدى الى رفع نسبة التهرب الى خمسين في المئة.

وبعضهم يقدم تقاريرا غير صحيحة للخروج من الخدمة العسكرية.  ولقد أشارت التوقعات فى تلك التقارير داخل القيادة العسكرية بتفاقم هذه الظاهرة عام 2012 لتصبح الأكثر أهمية بالنسبة إلى جيش العدو الصهيونى.

 

جنود الاحتلال يخلون قتلاهم وجرحاهم فى معركة "بنت جبيل" فى مواجهة حزب الله فى حرب تموز (يوليو) 2006 (التسمية اللبنانية) أو الحرب اللبنانية الثانية (تسمية الكيان الصهيونى).

 

وأضيف للعدو المدعو "موشيه رونين" عالم النفس العسكرى الصهيونى فى جيش العدو بأن قناتهم التيفزيونية العاشرة كشفت أنّ ثلث الجنود الاسرائيليين الذين شاركوا في حرب لبنان الثانية أصيبوا بالصدمة النفسية.  وأوضحت القناة استنادا لتقارير الجيش أنّ نحو 800 جندي إسرائيلي لا تزال تلاحقهم مشاهد وأصوات وكوابيس الحرب، وأنهم مصابون بـ"صدمة الحرب" ويعتبر الجيش أن معظمهم "معاقون" نفسيا!!!  وأشارت القناة على لسان الجهات المختصة في الجيش إلى أن عدد الجنود المصابين باضطرابات ما بعد الصدمة جراء أهوال حرب لبنان الثانية وشراسة المقاومة يفوق بكثير العدد المذكور نظرا لميل المصابين إلى عدم التصريح بإصابتهم بالصدمة.

ولقد أعلنت قناتكم العاشرة أيها العالم النفسى الخبير الأفاق "موشيه رونين" أنّ نسبة جنود الاحتياط لديكم والمصابين بالصدمة من مجمل المصابين تبلغ 60%، موضحة أنه نظرا إلى حجم القتال فإنّ أعداد المصابين بالصدمة النفسية الناجمة عن حرب لبنان الثانية هي الأعلى في تاريخ حروب إسرائيل.  وتتجلى الأعراض على جنودكم الذين يكابدون صدمة القتال في عدم التركيز في العمل، والأرق، ودوام التوتر، والتراجع فى وظيفة المصاب فى العمل وفى وظيفته كزوج وأب.  لقد أوضح رئيس "جمعية خدمة مصابي الصدمات في الحرب" العميد "أوري سيجل" في تصريح للإذاعة العامة الاسرائيلية، أنّ إصابة الجندي تكون أبلغ في حال عدم تجهيزه بما يقيه مسبقا.  وكشف سيجل أنّ إسرائيل مدينة أخلاقيا لجنودها المصابين نفسيا، معتبرا إيّاهم "معاقين"، وأنّ هناك نحو 5000 جندي مصاب بالصدمة مسجلين في قسم الصحة النفسية التابع للجيش، مشددا على وجود عشرات آلاف آخرين لا يحظون بالاعتراف أو يخشون من كشف ما يتعرضون له!!!

أيكفيك ذلك أيها الخبير العالم "الموشيه رونين" الذى يعلّم الأمريكان أم أسترسل أيها النصّاب؟

*******

تمتع وعش مع تاريخك الاسلامى العظيم المشرّف

بقراءة

 

قطز والتربية بالقدوة - د. راغب السرجاني

http://marwa-elsherbiny.blogspot.com/2013/01/blog-post_15.html

 

موقع قصة الإسلام

التربية بالقدوة

أنا ألقى التتار بنفسي..!

 

 

إلى عين جالوت

د. راغب السرجاني

موقع قصة الإسلام

http://marwa-elsherbiny.blogspot.com/2013/01/blog-post_17.html

 

تحركات قطز في فلسطين

 

 

موقعة عين جالوت – د. راغب السرجاني

http://marwa-elsherbiny.blogspot.com/2013/01/blog-post_19.html

 

 

والى اللقاء فى الجزء الثامن ان كان فى العمر بقية

باذن الله

محمد هاشم عبد البارى

15يناير 2013

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق