توفى إلى رحمة الله تعالى الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد البارى يوم 5 يناير نسألكم الدعاء له بالرحمه والمغفرة

الجمعة، 24 فبراير 2012

دعوة للعشاء / أ . د محمد هاشم عبد البارى

بسم الله الرحمن الرحيم

من ذكريات بعثة الدكتوراة..
دعوة للعشاء

الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد الباري
7777777

كنت مبعثا لتحضير الدكتوراه في كلية الطب بجامعة ليوبليانا عاصمة سلوفينيا عام 1975 في كيمياء الأعصاب في الحشرات.
مادة "الأسيتايل كولين" هي المادة الكيميائية إلى خلقها الله في أطراف الخلايا العصبية - تلك الخلايا المتفردة في الخلق من بين جميع الخلايا الأخرى في الكائنات الحية.  لقد خلق الله تلك الخلايا العصبية وجعلها تصنّع مادة "الأسيتايل كولين" لتقوم بوظيفة الناقل الكيميائي للأوامر العصبية من خلية عصبية إلى أخرى عبر الجلد والحواس إلى الدماغ (المخ) والحبل الشوكى، ومنها إلى العضلات والغدد لتنفيذ الأوامر بالقيام بالاستجابة وردود الأفعال المختلفة.  مادة "الأسيتايل كولين"  تصنّعها الخلية العصبية من مادة "الكولين" و"حمض الخليك" (أسيتيك أسيد).  مادة "الكولين" لا تستطيع الخلية العصبية تخلقيها بداخلها وإنما تحصل عليها من خارج الخلية من الغذاء.
كان موضوع الدكتوراة هو الكشف عن آلية إدخال مادة "الكولين" من خارج الخلية العصبية إلى داخلها عبر الغشاء الخلوي ومن ثمّ تخليق الناقل الكيمائي العصبي منها وهو "الأسيتايل كولين".  كان ذلك الموضوع هو أول عمل من نوعه في الجهاز العصبي في الحشرات على نطاق العالم ولم يسبقه البحث في دماغ الفأر إلا بثلاث سنوات فقط !


خصص لي معملا مستقلا،  وبدأت العمل لدراسة المشكلة على ذبابة من الذباب آكل اللحم يسمى "كالليفورا اريثروسيفالا" وكنت أربيها على معلبات اللحم "بيف" المعد للقطط والكلاب، والذي كان "توفيق عبد الحي" في السبعينات من القرن الماضي  يستورده من أوروبا ليطعمه للمصريين في ذلك الوقت !
ففي الحقيقة لم يأكل القط اللحم !!!  تأفف الزملاء في المعامل والمكاتب المحيطة بمعملي من الروائح المنبعثة من تربية دود الذباب على اللحم فلم أشأ أن أضايقهم، واضطررت إلى انجاز الدراسة على حشرة أخرى تتغذى على امتصاص الزيوت من أنواع من البذور النباتية تسمى "أونكوبيلتوس فاسكياتاس".



سار البحث على مايرام وكان توفيقا أحمد الله عليه كثيرا في كل حين وآن،  والى الآن بالطبع، وكان ذلك باعثا على إعجاب الأساتذة المشرفين وعميد المعهد (معهد الباثوفسيولوجى بكلية الطب جامعة ليوبليانا).  رزقني الله بابني الأول عام 1977 أثناء الدراسة فقررت أن أسميه "إسلام" (هو الآن يحضر دكتوراة في جراحة المخ والأعصاب) وقد كان ذلك الاسم الذي سميته له إصرارا بالالتزام بالإسلام وحبا للإسلام في أرض الكفر.  هنأني الأساتذة المشرفون والعميد وجميع الزملاء وقدموا لي الهدايا والنقود الكثيرة التي بذلت جهدا كبيرا في ردها باختلاق المناسبات. (في اليوم الأول لوصولي للجامعة دعاني أحد الزملاء السلوفانيين لتناول طعام الإفطار في أحد المطاعم، وظللت أبحث عنه بعد ذلك لأرد له الدعوة، ولكنني علمت أنه في سفر في مهمة علمية إلى الولايات المتحدة.  وبمجرد عودته بعد نحو ثمانية أشهر وفى أول مقابلة له معي قال لي:  "مستر هاشم هل تذكر أنني دعوتك على الإفطار يوم وصولك" ؟!   فقلت له على الفور: "نعم أذكر ذلك بالطبع، ولذلك فأنا أدعوك اليوم على الغذاء في مطعم كذا"،  وأنفقت على الدعوة أضعاف ما أنفق في دعوته للإفطار !!!).


كان الأساتذة المشرفون والعميد قد دعوني للعشاء في منازلهم تباعا من قبل ولادة "إسلام" فقررت أن أدعوهم في وليمة منزلية بعد ولادته.  وكنت أقيم أنا وأسرتي في شقة والدة أستاذ مشرف من كلية التكنولوجيا الحيوية وهو "ماتياش جوجالا" وكان لي معه مواقف صعبة من قبل ومن بعد.  دعوت البرفيسور العميد (وكان الزملاء السلوفانيون يحذرونني بصفة دائمة من ذلك العميد ويسمونه الثعلب العجوز– وقد كنت الأجنبي الوحيد في معهد الباثوفسيولوجى).  قلت للعميد البروفيسور دكتور "باولين":  "بروفيسور باولين أرجو أن تقبل دعوتي على العشاء في بيتي مع البرفيسور فلان وفلان وفلان وزوجاتكم"،  فوافق على الفور، ولكنني أردفت: "كنت أرجو قبل موافقتكم الكريمة أن أخبرك بأن دعوتي على العشاء دعوة إسلامية".  نظر إلى من خلف عويناته بدهشة واستفسار وشغف لما سأقوله منتظرا أن أستكمل كلامي.  قلت له:  "نعم، هي دعوة على النظام الاسلامى، فسوف تحضرون أنتم وزوجاتكم،  وبمجرد دخولكم البيت ستتوجهون معي إلى غرفة المطبخ (وكانت غرفة كبيرة جدا) وستتوجه زوجتاكم إلى غرفة زوجتي يتناولن معها الطعام وسيظللن معها طوال الوقت وحدهن، وستبقون معي أنتم الرجال طوال الوقت حتى الانصراف.  هذا هو نظامنا الاسلامى،  لا ترون زوجتي ولا تجلسون مع زوجتي ولا أرى زوجاتكم ولا أجلس مع زوجاتكم".  وأضفت: "ولن يكون على المائدة خمر ولا أي نوع من الكحول ولا لحم خنزير، فان ذلك محرم في الإسلام، ولن أستطيع أن أدعوكم في مطعم فان كل ذلك لا يتحقق في مطعم".
أخذ الرجل ينظر إلى بتركيز وأنا أحدثه بكلام خيالي بالنسبة له،  ولكنه قال فور أن انتهيت من كلامي:  "بالطبع سيد هاشم بالطبع،  أنا موافق بالطبع، وسوف أكون سعيدا أنا وزوجتى" (زوجته بروفيسور في الطب أيضا).  قلت له إن موافقته من دواعي سروري ولن أنس ذلك الشرف الذي منحه لي هو وزوجته وحددنا اليوم والساعة.


استأذنت ودخلت على المشرف الرئيسي على رسالة الدكتوراة البروفيسور"ستيفين أداميتش" في مكتبه ودعوته، وشرحت له نظام الدعوة كما شرحت للعميد والموعد المتفق عليه فوافق قائلا "هاشم أنا موافق على الدعوة".
وافق كذلك على تلك الدعوة البروفيسور "بيرزين" المشرف الثاني بكلية الطب.  وكان أخر من دعوتهم هو البروفيسور "جوجالا" من كلية التكنولوجيا الحيوية،  والذي أقطن مع أمه في شقتها (وكان بعد ذلك قد فشل في اجبارى على  إحضار خمر في مناقشة الدكتوراة)،  فوافق على النظام.


في اليوم المحدد وفى الساعة المحددة وفى غضون خمس دقائق كان الأربعة و وزوجاتهم قد حضروا تباعا.  كنت أصافح الرجال فقط وآخذهم إلى المطبخ الكبير وأوجه زوجاتهم إلى غرفة زوجتي التي لم تر أزواجهنّ حتى انصرفوا.  كانت الشقة مرتبة ومزينة وقد قالت السيدة "جوجالا" (84 سنة) وهى أم المشرف البروفيسور "جوجالا": "أنا لم أر شقتي بهذا البهاء من قبل"،  وكانت دائما ما تقول لنا: "لم تكن شقتي بمثل تلك النظافة والترتيب من قبل أن تسكنا معي"!


كانت وليمة كبيرة حقا.  مائدة النساء كمائدة الرجال عامرتين بأطايب الطعام المصري. اللحوم والدواجن المجهزة بالطريقة المصرية،  والفلافل (الطعمية) والملوخية والمحشو (الملفوف) والمشروبات الساخنة والعصائر المثلجة، وحتى الكركديه والشاي والقهوة والفاكهة المتنوعة.  لقد تحيروا في الأكل ، ماذا يأكلون وماذا يتركون، بماذا يبدءون وبماذا ينتهون ! التهموا الفلافل التهاما وقضوا عليها،  أخذوا يشربون الملوخية بالملاعق ولم يتركوا منها شيئا.  أمضوا ساعتين في تناول الطعام.  وخلال تناول


الطعام أمسك العميد بقطعة فلافل وانحنى يسألني: "سيد هاشم،  من أي نوع من اللحوم تلك ؟!  قلت له: "إنها ليست لحما"،  وقبل أن أكمل سألني متعجبا: "إذن فمما هي؟  قلت له: "إنها نوع من البقول Beans نسميه فول وذكرت له اسمه العلمى".  توقف الجميع عن تناول الطعام وأخذوا يستفسرون عن هذا الفول وكيفية تجهيز تلك الطعمية العجيبة، وما إذا كان موجودا لديهم ذلك الفول في سلوفانيا.  أخذت أشرح لهم فطلبوا رؤيته فأحضرت لهم منه، فأخذوا يتفحصونه مليّا ولم يعرفوه،  فقد كان فولا مجروشا،  وأخذ "جوجالا" يتفحصه بإصبعه حتى عثر على قطعة من القشر فشهق وصاح بأعلى صوته: "نعم نعم هذا البقل اسمه "فول الأحصنة"  Horse bean ، وكنا نطعم به الحيوانات منذ مائة عام" !  فصحت أنا أيضا على الفور قائلا: "نعم نعم بروفيسور "جوجالا"، هو كذلك، ولكننا نحن مازلنا نأكله حتى الآن، وقد أعجبكم الآن تماما".   فضحك الجميع والتهموا بقيته (هذا الفول البلدي الذي يتخذونه عندنا مادة للسخرية فى المسرحيات هو ومن يأكلونه، والذي استبدله بنو إسرائيل بالمن والسلوى واشتاقوا إليه، عرفت أوروبا والشرق قيمته الغذائية،  فتزرع منه بريطانيا وألمانيا وأمريكا والصين الآن مساحات شاسعة من أراضيها، وتجرى عليه الأبحاث على قدم وساق ، وثبت لديهم أنه ذو فائدة عظيمة للقولون، وتصدر لنا بريطانيا كميات كبيرة منه سنويا !!!،  ولكنه ليس بجودة ولا طعم الفول المصري الذي يعاير به العرب إخوانهم المصريين، ومع ذلك يشتاقون إليه !! ويستوردونه منهم مدمسا معلبا!!  ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "نعم الادام الخل" !).




بعد أن قضوا على كل الفلافل توجه إلىّ العميد البروفيسور "باولين" بسؤال:  "سيد هاشم هل مائدة النساء في الغرفة الأخرى بها فلافل مثل مائدتنا ؟".  نظر إلىّ الجميع في انتظار الرد على ذلك الاستفسار الخطير فقلت له: "بروفيسور "باولين" إنّ للنساء في الإسلام حقوقا تفوق حقوق الرجال ولكنّ القيادة للرجال،  وكثيرا ما يحرم الرجال أنفسهم من أشياء يوفرونها للنساء من الأمهات والزوجات والبنات، نعم سيدي، لديهم على مائدتهم كل ما على مائدتنا بالضبط" (في أوربا وأمريكا كانوا - حتى في ذلك الوقت - يقتسم الزوج والزوجة مصاريف اليوم في كل مساء !!!  ونحن نتخلى عن إسلامنا تدريجيا ونسير في نفس الطريق إلى نفس الجحر).  كان الصمت قد خيّم على المائدة تلك اللحظات، فقال لي بصوت خفيض، وكأنما يحدّث نفسه وكأنما يعاتبني بحرمانهم من الجلوس مع زوجاتهم وغمز لى بعينه: "اننى أسأل فقط لكي أتناقش مع زوجتي في أمر تلك الطعمية الشهية عندما نعود إلى المنزل" !!!


استأنفنا تناول الطعام والتسامر والتحدث في العلم والتاريخ وشتى الموضوعات، وفجأة سمعنا صراخ "إسلام" في غرفة النساء، ولم يتوقف الصراخ.  فمال على العميد البروفيسور"باولين" وطلب منى إحضاره ألينا.  ذهبت فأحضرته فتوقف الطفل عن الصراخ طيلة وجوده معنا وكان عمره خمسة شهور.  سكت العميد قليلا ثم صاح بصوت عال وكأنه حل لغزا وطلسما وقال ضاحكا:  "إسلام كان يبكى لأنه كان في الجانب الخطأ ها ها ها" !!! ضحك الجميع ضحكا طويلا وأخذوا يتلقفون الولد من بعضهم البعض.  أمضينا وقتا طيبا طويلا ولكنني لمست منهم بعض من عدم الارتياح لعدم وجود خمر على المائدة وبخاصة أنّ الطعام كان شهيا جدا بالنسبة لهم وكانوا قد أكلوا كثيرا.
وتمت الدعوة للعشاء
وعلى المنهج الاسلامى

 

أتممت بحمد الله وتوفيقه رسالة الدكتوراة في زمن قياسي وناقشت الرسالة بأفضل مايكون، وبكامل الاحترام، برغم ماتعرضت له من ضغوط لإحضار خمر للمناقشة،  ورفضت، وانتصرت، وناقشت، وعشت.  نعم عشت حتى الآن.  عشت في عزة وإباء ومنعة وكرامة أحمد الله تبارك وتعالى عليها.  لم يمسسني سوء.  لم ينقطع رزقي ولم يقل ولم ينقص شيئا ولو مثقال ذرة أو حبة من خردل.  لم أتخلّ عن ديني ولا منهجي ولا آدابي ولا أعرافي ولا تقاليدي التي تعلمتها وعشتها في ظل الإسلام.  لم أتخلّ عن أي من ذلك في أرض الكفر.  لم أخسر عينا ولا ذراعا ولا رجلا ولا إصبع.  وحتى لو خسرت شيئا من ذلك فلن يكون بسبب التمسك والتعلق والتشبث بالإسلام.

ومما يدعو إلى العجب ويثير الشفقة والأسى أن أفرض اسلامى بالقوة الناعمة في بلاد الكفر والانحلال والإلحاد،  وعندما أعود إلى بلدي، بلد الأزهر الشريف، بلد عمرو بن العاص، حصن الإسلام الحصين، عام 1978 ،وفى أول اجتماع أقترح فصل الطالبات عن الطلبة في المدرجات ومعامل القسم لمنع الاختلاط  أو حتى تخفيفه،  فأواجه برفض شديد وتقريع وازدراء، وكأنني سألقى بهم في مستنقعات التخلف وغياهب الجهل وسأهوى بهم إلى واد سحيق.  لذلك لم يكن أمامي سوى أن أفرض الأمر الواقع فور الخروج من الاجتماع منذ عام 1978 في جميع محاضراتي واشرافى على المعامل وحتى توقفت عن التدريس لطلاب البكالوريوس بعد بلوغ سن الستين.  وبالرغم من أنى حظيت بلقب "المتطرف الكبير" إلا أنني أحب الجميع حبا كبيرا وأكن للجميع المودة والاحترام، وأدعو لهم بخالص الدعاء،  وأحب قسمي وأحب كليتي وأحب جامعتي وأسعد كل السعادة بكل ذلك.  ومن فضل الله تبارك وتعالى أن يتشجع البعض في الكلية كلها ويحذوا نفس الحذو فيما بعد،  بل كان الطلاب أنفسهم يسيرون على نفس النهج في كثير من المحاضرات ويطالبون به الأساتذة.

والسؤال

  هل يتعارض الالتزام بمنهج الإسلام مع العلم ؟
هل عندما يصل المسلم إلى أقصى مراتب العلم لابد أن يصبح خواجة أو متحرر أو علماني أو لاشيئى ؟
هل الالتزام بطاعة الله والسير على نهج الإسلام يجعل من صاحبه قفل ؟
هل لأننا نذهب إلى الخواجات لننهل من العلم الذي أخذوه منّا ونمّوه لن نتعلم العلم منهم إلا إذا أصبحنا مثلهم ؟
كلا وكلا وكلا وكلا
لقد ذهبت إليهم مسلما وعدت مسلما أكثر قوة
أنجزت دكتوراه غاية في التميز ولم أتغير إلا إلى الأفضل إسلاميا
قمت وأقوم بأقوى الأبحاث وأنجزت الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه، ويزداد تمسكي بالمنهج لاسلامى وأعيش في سلام مع نفسي ومع الآخرين
إن تمسكي بالإسلام لم يجعل منى قفلا
إلا إذا كان هناك من يعتبرني كذلك
ولكن تلك ليست مشكلتي
وذلك لا يشغلني ولا للحظة

"إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ"
سورة الشعراء: آية 227

يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهو معلم البشرية وسيد الكرماء والكرم والكرامة وإمام المتقين لابن عباس رضي الله عنهما:


"يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ( رفعت الأقلام وجفت الصحف )"



وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك فاعلم أن القلم قد جف بما هو كائن إلى يوم القيامة وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن اليقين مع الصبر وأن الفرج مع الكرب فإن مع العسر يسرا"

كن قويا
كن عزيزا
كن غيورا
لن تعش إلا مرة واحدة
كن فيها رجلا
عش رجلا
ومت رجلا
ستموت مرة واحدة فقط
اذهب إلى قبرك بعمل صالح
اخش الله ولا تخف
 ولا تخجل من اسلامك أمام عبد مثلك
يتساوى معك في دورة المياه
لا تخش في الحق لومة لائم
كل من حولك عبيد مثلك
حتى الرؤساء والملوك والأمراء يتهاوون واحدا تلو الآخر
كان الناس يخشونهم ولا يخشون الله
أين هم الآن
وكم يخجل من نفسه من كان يعبدهم
ومن كان يخشاهم
ومن كان ينافقهم ويداهنهم
لا يصح إلا الصحيح
إن الله موجود في كل الوجود
اعبده كأنك تراه
فان لم تكن تراه فانه يراك
كن عزيزا
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام
فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
وقد حدث
ويحدث
لا تكن إمعة
ولا تخجل من إسلامك
ارفع رأسك فانك مسلم
ولا تفرّط


"وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا"
سورة الكهف: آية 49

محمد هاشم عبد البارى
غرة جمادى الآخرة 1432ه
4 مايو 2011 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق